منتديات شباب المستقبل ALMNET
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات شباب المستقبل ALMNET

شبكات برامج تبادل معلومات العاب اغانى ستالايت افلام شفرات شامل
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:49 am



صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات






أسمــاء بنت عميـس

(رضي الله عنهـا)
نسبهــــــــا:-
هي أسمـــاء بنت عميس بن
معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر
بن معاوية ابن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن
أقبل الخثعمية.وأمهـا:- هند بنت عوف بن زهير بن الحارث الكنانية وهي أخت
ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس
وأخوات ميمونة لأم هن عشر أخوات وست لأب [1].

حيـاتهـــا:-

كانت حياتها رضي الله عنها مليئة بالأحداث والمواقف، وقد اختلفت الروايات
وقيل أن أسماء بنت عميس كانت قبل الإسلام تحت حمزة بن عبد المطلب ابن عم
رسول الله r أنجبت له ابنة " أمة الله" ثم من بعده كانت تحت شداد بن
الهادي الليثي وأنجبت له عبدالله وعبد الرحمن ولكن قيل بعد ذلك أن المرأة
التي كانت تحت حمزة وشداد هي سلمى بنت عميس وليس أسماء أختها.

تزوجت أسماء بنت عميس جعفر بن أبي طالب وأسلمت معه في وقت مبكر مع بداية
الدعوة إلى دين الرشاد والهدى، حتى أنه كان إسلامها قبل دخول رسول الله –
صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بمــــكة.

كان زوج أسماء بنت عميس ابن عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جعفر بن
أبي طالب- رضي الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد المدافعين عن
الحق، الواقفين في وجه الظلم والكفر، ,أحد المؤازرين لرسول الله – صلى
الله عليه وسلم-، وكان رضي الله عنه مقرّبا من الرسول- صلى الله عليه وسلم
وكان عليه الصلاة والسلام يوده ويقربّه وكان شبيها به- صلى الله عليه
وسلم- فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول لجعفر:- " أشبهت خلق وخلقي" [2].
فكان ذلك يسر أسماء ويسعدها ذلك عندما ترى زوجها شبيها بأحسن الخلق
وأفضلهم، فكان يحرّك فيها مشاعر الشوق عندها لرؤية النبي الكريم – صلى
الله عليه وسلم- [3].

وكانت بالفعل نعم الزوجة الصالحة، المخلصة، الوفيّة، والمحبّة لزوجها،
وحين أجمع رجال قريش على مقاطعة كل من دخل في دين الإسلام، أو آزر مسلما.
فلما أذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة، كانت أسماء
بصحبة زوجها من جملة المسلمين المهاجرين، متحملين أذى قريش وطغيانهم، كل
ذلك في سبيل الله تعالى وتنفيذا لأوامر نبيهم عليه الصلاة والسلام، فخرجوا
تاركين مكة فرارً بدينهم، شادين الرحال في سبيل الله، وكانت هذه الهجرة قد
أقبلت بعد زواجهما بفترة حديثة، فانطلقا إليها، فقد كانت الهجرة قد وثقّت
بينهما أكثر من السابق، وقد ملأ عليهما الإسلام كل ذاتيهما وكل ذرة في
كيانهما، فقد كان نعم المؤمنين المجاهدين، الصابرين، الصادقين لا‘نهما
كانا يعلمان أن ما عند الله تعالى خيرا وأبقى!!!

وصل المسلمون إلى الحبشة وكانت أسماء وزوجها في مقدمتهم وقد أقاموا في
منزل متواضع صغير، تحيطه مرارة الغربة والقسوة ولكنه كان غنياً بالحب
والمودة والاحترام الذي يملأ الزوجين. حقا لقد ملأ جعفر حياة أسماء بحلوها
ومرها فساهمت مع زوجها أعباء نشر الحق والدعوة الإسلامية. أنجبت لجعفر وفي
بلاد الحبشة أبناءه الثلاثة: عبدالله، و محمداً، وعوفاً، وكان ولدها
عبالله أكثر شبهاً بأبيه حمزة الذي كان شبيها بالرسول عليه الصلاة والسلام
فكان ذلك يدقدق مشاعرها ويبهجها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه
وسلم-. [4]

ظلت أسماء بنت عميس- رضي الله عنها في ديار الغربة قرابة خمسة عشر عاماً.
كانت مدة طويلة، أدت إلى حدوث كثير من الأحداث والمتغيرات في مختلف
النواحي والصعد، وكان عليه الصلاة والسلام ، دائم السؤال عن المسلمين
هناك، فكان يوفد موفدين ورسل ومن بينهم " عمرو بن أمية الضمري" رضي الله
عنه ليزودهم عليه الصلاة والسلام بأحدث المستجدات، ويستطلع أخبارهم
ويعلمهم بما جد من تنزيل و أحكام في دين الله، وفي خلال تلك الفترة وأثناء
استقرار المسلمين في الحبشة، جاء وفد من قريش إلى ملك الحبشة ( النجاشي)
يطالبونه بالمسلمين وإرجاعهم إلى مكة وكان من ضمن وفد قريش عمرو بن العاص،
فقالوا:-" قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا
في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم
أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم" [5]. فما كان من
النجاشي أن أرسل بطلب وفد المسلمين يسألهم بشأن هذا الأمر، فتقدم جعفر بن
أبي طالب، زوج أسماء – رضي الله عنها- فقال:-" أيها الملك كنا قوما أهل
جاهلية ، نعبد الأصنام، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ..فدعانا إلى الله
لنوحده ونعبده، ونخلع الأوثان، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به
شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام..." فنشوّق النجاشي لسماع المزيد
فسأله عن ما جاء به النبي- عليه الصلاة والسلام- من عند الله. فأسمعه من
سورة مريم، فبكى النجاشي حتى أخضلّت لحيته، وبكت معه أساقفته، فقال
النجاشي:-" إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا ، فلا
والله لا أسلمهم إليكما ولا يكيدهم أحد" [6]. فكان ذلك سببا في إسلام
النجاشي، وكان النجاشي سببا في إسلام وفد قريش والذي كان من بينهم عمرو بن
العاص.

كانت هذه حصيلة هجرة المسلمين إلى الحبشة، والذين صابروا وجاهدوا والذي
لمسه النجاشي من سلوك المهاجرين، وكانت أسماء من بينهم، إحدى الداعيات
بالقول والعمل والسلوك، وكان ذلك أول إختبار تجتازه.

عادت أسماء من الحبشة متوجهة إلى هجرة ثانية، كانت إلى المدينة المنورة،
فتوجهت زائرة حفصة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم، فدخل عليهما عمر بن
الخطاب- رضي الله عنه- قائلاً:- " لقد سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول
الله صلى الله عليه وسلم منكم" [7]. فغضبت- رضي الله عنها وقالت:-" أي
لعمري لقد صدقت؟! كنتم مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم، يطعم جائعكم،
ويعلّم جاهلكم، وكنّا البعداء الطرداء. أما والله لأتين رسول الله- صلى
الله عليه وسلم- فلأذكرن ذلك له، ولا أنقص ولا أزيد في ذلك". [8] فذكرت
ذلك له، فقال:-" لكم الهجرة مرتين،هاجرتم إلى النجاشي! وهاجرتم إلّي" [9].
فسرّت بذلك وأثلج صدرها، ولم يكن ذلك نوعا من تطييب الخاطر وإراحة النفس
لأسماء فقط، بل كان توضيحاً للحقيقة وقطعاً لدابر الفتنة، فهم تركوا مكة
فارين بدينهم إلى الحبشة، فكانت " هجرة" وهم أنفسهم انتقلوا من الحبشة إلى
المدينة فهذه " هجرة".

وبدأ الاختبار الجدّي الآخر لأسماء. بعد أن عادت من الحبشة وحلّت في
المدينة، فرح الرسول – عليه الصلاة والسلام_ بعودتهما وقد صاحب ذلك فتح
خيبرفقال:-" لا أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر؟ أو بقدوم جعفر؟" [10]. فمضت
أسماء إلى بيت النبوة، تزور زوجاته وبناته، ومضى جعفر مع الرسول- عليه
الصلاة والسلام- يشهد معه كل المشاهد حتى جاء يوم الاختبار الفعلي لأسماء،
يوم استشهاد زوجها جعفر في موقعة مؤتة، فقد بلغ الرسول- عليه الصلاة
والسلام- خبر استشهاده، فحزن حزناً شديداً عليه، فقد كانت له معزّة خاصة
ومكانة عالية عند الرسول- عليه الصلاة والسلام- وكان مؤازرا، مدافعاً له،
وكان خير الناس للمساكين، حنون، عطوف عليهم، وفوق هذا كله فهو شبيه
الرسول- عليه الصلاة والسلام- لذلك كان حزنه عليه كبيراً، حين ذهب عليه
الصلاة والسلام إلى أسماء لكي يخبرها باستشهاد زوجها وقد روت الجليلة
العفيفة أسماء عن نبأ وفاته [11]. " أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر
وأصحابه، فأتاني رسول الله- صلى الله عليه وسلم_ ولقد هنأت( أي دبغت
أربعين إهاباً من آدم) وعجنت عجيني، وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم, فدخل
عليّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال:- " يا أسماء: أين بنو جعفر؟".
فجاءت بهم، فقبلهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبكى فأحست أسماء بحدوث
شيء لزوجها، فسألت النبي- عليه الصلاة والسلام- فقال لها:- " قتل جعفر
اليوم" فقامت تصيح وتنحب، حتى اجتمع عليها الناس يهدئونها من روعها. فقال
عليه الصلاة والسلام:-" يا أسماء لا تقولي هجراً ولا تضربي صدراً". وكان
عليه الصلاة والسلام عندما يرى أسماء ويرى فيها الحزن البالغ وثورة البكاء
العارمة، كان يطمئنها قائلاً: " يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع
جبريل ومكائيل" فرد عليه السلام ثم قال صلوات الله عليه:" فعوضّه الله عن
يديه جناحين يطير بهما حيث شاء.

وتمر الأيام والشهور وأسماء- رضي الله عنها- صابرة، مخلصة لذكرى زوجها،
فكيف لا وقد كان الزوج والحبيب والرفيق، فظلت منكبة على تربية أولادها،
تعلمهم، مبادئ الحق والتقوى، داعية إلى الله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
حتى تقدّم لها أبو بكر الصديق طالباً الزواج منها، فكان ذلك هدية من الله
لأسماء الطاهرة العفيفة عن صبرها. فقبلت الزواج منه وانتقلت معه إلى بيت
الزوجية، وكانت نعم الزوجة المخلصة، وكان هو مثال للزوج الصالح الذي تستمد
منه نور الإيمان، وبقيت عنده إلى أيام خلافته، وأنجبت له ابنه " محمداً".
وعندما أحس أبوبكرالصديق بدنو أجله، أوصى أسماء بتغسيله- رضي الله عنهما-
وأوصاها إن كانت صائمة في ذلك اليوم أن تفطر، وهذا يدل على منتهى الحب
والثقة التي كان يوليها لزوجته أسماء- رضي الله عنهما. وعندما حانت ساعة
الموت، حزنت أسماء وهي تعجز عن النظر إليه، الذي كان يشع بالنور، فدمعت
عيناها، وخشع قلبها فصبرت واحتسبت لله تعالى. فعندما قامت بتنفيذ الوصية
الأولى بغسله، وقد أضناها الحزن العميق، نسيت الوصية الثانية، فقد كانت
صائمة، فعندما غابت الشمس وحان موعد إفطارها، أخذت تسأل فهل تنفذ الوصية
أم لا، فكان موقفا صعبا، أن وفاؤها لزوجها أبى عليها أن ترد عزيمة زوجها
الراحل، رضي الله عنه، فدعت بماء وشربت. [12].

أخذت أسماء على عاتقها الدعوة إلى الله وتربية أبنائها من جعفر وابنها
محمد من أبي بكر ، تدعو الله أن يوفقهم، ويصلح الله بينهم. وبعد فترة
وجيزة كان علي-كرم الله وجهه- ينتظر انتهاء عدتها، ليتقدم إليها، فهو رفيق
رسول الله – صلى الله عليه وسلم-وصهره لابنته الراحلة فاطمة الزهراء،
وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق، فكان وفاء لأخيه الحبيب جعفر، ولصديقه
أبو بكر الصديق- رضي الله عنهما [13].

تزوج علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- بأسماء بنت عميس، وعاشت معه، فكانت
له صورة للمرأة المسلمة، والزوجة المؤمنة، وقد أنجبت له يحيى و عوناً،
فكانت مثالاً لكل فتاة، ولكل زوجة وأم في كل زمان ومكان. كان علي- كرم
الله وجهه- معجباً بها و بذكائها ورجاحة عقلها، فقد اختلف ولديها" محمد بن
جعفر و محمد بن أبي بكر" فيما بينهما، وكل منهما يتفاخر بأبيه فقال كل
منهما:-" أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك". وجعل علي- كرم الله وجهه- هذه
المسألة لأسماء، فكان ذلك دلالة على أنه كان يريد منها أن تستخرج من
فؤادها من الحب والوفاء، واختباراً لذكائها. فلم وقفت أسماء بين ولديها،
قالت بكل ثقة ومن غير تردد:-" ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ولا كهلا خيراً
من أبي بكر". فسكت الولدان، وتصالحا فقال علي مداعباً:-" فما أبقيت لنا؟".
[14]

وهكذا كانت أسماء نموذجاً حياً لأخلاق القرآن والإسلام وأخذت تكبر في عين
علي كرّم الله وجهه- حتى أصبح يردد في كل مكان " كذبتكم من النساء
الخارقة، فما ثبتت منهن امرأة إلا أسماء بنت عميس".

وفاتها:

ظلت رضي الله عنها على مستوى المسؤولية التي وضعت لأجلها، زوجة لخليفة
المسلمين، وكانت على قدر هذه المسؤولية لما كانت تمر عليها من الأحداث
الجسام، حتى جاء على مسمعها مقتل ولدها محمد بن أبي بكر، فتلوت من الحزن
والألم عليه، فعكفت في مصلاها، وحبست دمعها وحزنها، حتى شخب ثديها ( سال
منها) دماً ونزفت، وتمر الأيام، والأحداث، حتى فجعت بمقتل زوجها الخليفة
علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- فلم تعد قادرة على احتمال المصائب
والأوجاع، حتى وقعت صريعة المرض، تتلوى من شدة الألم على فراق أزواجها
الصحابة الطاهرين، وولدها محمد بن أبي بكر، وفاضت روحها إلى السماوات
العلى، فرضي الله عنها. [15]



الخلاصة والنتائج التي استخلصت من الشخصية:-

تعد هذه الشخصية من خلال الدراسة عظيمة ، وذات أهمية، وتحتوي على دروس
وعبر، ومن النتائج التي استخلصتها الباحثة من خلال دراستها للشخصية ما
يلي:-





1. 1- قوة الإيمان بالله ورسوله واستشهد بذلك موقفها العظيم من خلال
هجرتها من مكة إلى الحبشة، فراراً بدينها، وذلك يعد مرتبة من مراتب
الإيمان، ومن ثم هجرتها إلى المدينة، حيث واصلت جهدها وعذابها، شوقاً إلى
لقاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم.
2. 2- زوجة مخلصة وفية مع أزواجها الطاهرين، حيث كانت مجاهدة، مكافحة،
صابرة على الشدائد وعلى مستوى العظمة التي تجلت في أزواجها الطاهرين،
وسيدة فاضلة، تؤدي حق الزوجية دون ما تفريط أو إهمال أو انتقاص.
3. 3- يشهد لها بالخلق الكريم، والمعدن الأصيل وعمق الإيمان الذي شهد به
الرسول- صلى الله عليه وسلم- والأكثر تحملا واحتمالاً ووعياً وإدراكاً
للمسؤولية.
4. 4- حسن تنشئتها لأبنائها ورعايتها الصالحة لهم من غير تمييز بينهم، فهي
أسمى صورة للمرأة المسلمة وللزوجة المؤمنة، وللأم الصالحة، التي تعطي
دروساً لفتيات اليوم على تعاقب الزمن وتفاوت الأيام.
الخـاتمـــــــــة :
إن دراسة حياة العظماء
أمثال أسماء بنت عميس- رضي الله عنها- زوجة جعفر الطيار، ابن عم رسول الله
– صلى الله عليه وسلم، والتي تزوجت أبي بكر الصديق- رضي الله عنه الذي يعد
شيخ الإسلام، وعلي بن أبي طالب – كرم الله وجهه، ليس أمراً سهلاً.

وقد ذكرت الباحثة في هذه الرسالة ما كانت تتمتع به أسماء من حسن صحبة
الزوج، والوفاء والإخلاص، وحسن التنشئة والرعاية الصالحة للأبناء، و دور
الأم في إعداد براعم قوية الإيمان.

وقد رأيت تعميم الفائدة على القراء، وذلك عن طريق شرح مبسط عن حياة
الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس- رضي الله عنها- حتى يتسنى لهم، معرفة
الصحابية الجليلة عن قرب، و أتمنى من هذا التعميم أن يعطي الموضوع حقه،
ذلك أن من واجب الفتاة المسلمة اليوم الإطلاع على سيرة العظيمات من النساء
العربيات، أمثال أسماء بنت عميس، حتى تكون شموعاً تضيء في محافل حياتهن،
على ذكريات الأيام، وتعاقب الأعوام.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:49 am

أسماء بنت أبي بكر

(ذات النطاقين)

أسماء بنت أبي بكر والدة الصحابي الجليل عبد الله بن الزيير وأخت أم
المؤمنين عائشة وكانت اسن منها ببضع عشرة سنة وهي آخر المهاجرات وفاة.

أمها قتيلة بنت عبد العزى العامرية. أسلمت رضي الله عنها بعد إسلام سبعة
عشر صحابياً وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم. شهدت مقاومة المشركين
واستبدادهم بالضعفاء، كانت تخرج أسماء بليل تحمل الزاد والماء لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبيها خلال الهجرة النبوية، ولقد شغلها الخوف
وأربكتها العجلة عن البحث عن رباط تربط به قربة الماء وسفرة الزاد، فأخذت
نطاقاً من ثيابها وربطت به السفرة والقربة، فلقبها الرسول صلى الله عليه
وسلم ب (ذات النطاقين) كما في صحيح البخاري . ولأسماء رضي الله عنها مواقف
عظيمة كثيرة مع زوجها، فقد صبرت على الفقر والكفاف معه محتسبة عند الله
أجرها فلقد قالت: (تزوجت الزبير وما له من مال ولا مملوك ولا شيء، غير
فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه، وأدق النوى لناضحته،
وأعلفه وأستقي الماء، وأحزز غربه وأعجن وكنت أنقل النوى من أرض الزبير
التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رأسي، وهي على ثلثي فرسخ) صحيح
مسلم 2182.

كانت رضي الله عنها مع ما هي عليه من العمل الصالح والصبر تتهم نفسها
وتستقل علمها. فقد روى ابن سعد (8/251)بسنده عن مليحة: (كانت أسماء تصدع،
فتضع يدها على رأسها، وتقول: بذنبي وما يغفره الله أكثر). وهي رضي الله
عنها بهذا القول تضرب المثل لغيرها في إنكار الذات والاعتراف بالخطأ
والرجوع عنه.

ومع ما كانت عليه- أسماء رضي الله عنها- من حال بسيطة فقد كانت كريمة سخية
بما عندها. فقد روى ابن سعد (8/252) بسنده أسامة بن زيد عن محمد بن
المنكدر قال: (كانت أسماء بنت أبي بكر سخية النفس) .

ومن شجاعتها عندما دخل عبد الله بن الزبيرعلى أمه يشكو إليها تفرق أنصاره
قالت له: يا بني إن كنت على حق فامض لما تؤمن به. قال: أخاف إن قتلوني أن
يمثلوا بى. قالت: إن الشاة لا تخاف سلخها بعد ذبحها ولما دنت منه لتودعه
وتعانقه وقعت يدها على درعه فقالت: ما هذا يا عبد الله صنع من يريد ما
تريد!! فنزع درعه وخرج للقتال فعندما قتل أمر الحجاج بجثته أن تصلب.

فجاءت أمه عجوز طويلة مكفوفة البصر تقاد وهي تقول: أما آن للركب أن ينزل؟.

ماتت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بعد مقتل ابنها عبد الله بعشرين
يوماً وكان موتها سنة ثلاث وسبعين من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:50 am

أسماء بنت الفرات

(راوية الحديث والفقيهة)

هي أسماء بنت أسد بن الفرات القيروانية ابنة عالم إفريقية وقاضيها، وصاحب الإمامين أبي يوسف ومالك بن أنس.

نشأت أسماء بين يدي أبيها- ولم يكن له سواها- فأحسن تهذيبها، وثقف ذهنها علماً وحكمة.

وكانت تحضر مجالسه العلمية في داره، وتشارك في السؤال والمناظرة، حتى
اشتهرت بالفضيلة، ورواية الحديث والفقه على رأي أهل العراق أصحاب أبي
حنيفة.

ولما تقلد أسد إمارة الجيش المعد لفتح جزيرة صقلية على عهد زيادة الأول،
وهرع الناس لتشييعه، وقد نشرت البنود والألوية، خرجت أسماء لوداع أبيها،
ووصلت معه إلى سوسة، وبقيت معه إلى أن ركبت الأجناد الأساطيل، وغادرت
السفن المرسى باسم الله مجراها ومرساها.

وأتاح الله للقاضي الأمير أسد من النصر العزيز والفتح المبين في قلاع تلك الجزيرة وحصونها ما خلد التاريخ ذكره.

واستشهد سنة 213 هـ وهو محاصر لمدينة سرقوسة عاصمة الروم بصقلية. وبعد
وفاة أسد تزوجت أسماء بأحد تلاميذ أبيها، وهو محمد بن أبي الجواد، الذي
خلف أستاذه في خطة القضاء، وتولى رئاسة المشيخة الحنفية بالبلاد الأفريقية
سنة 225هـ ثم تخلى عن القضاء، ولحقته محنة من خليفته، فإنه اتهمه بمال
الودائع، وسجنه! وبينما ابن الجواد في حبسه إذ جاءت أسماء زوجته للقاضي
الجديد وقالت له: أنا سأجعل هذا المال يقضيه زوجي عن نفسه. قال لها
القاضي: إن أقر أن ذلك هو المال، أو بدلاً منه اطلقه، فاقتنع ابن أبي
الجواد من الاعتراف وأبى القاضي إطلاقه. ثم بعد حين عزل ذلك القاضي، وعاد
زوج أسماء لمنصبه،ولم يؤاخذ سالفه بما فعل معه، منة منه وتكرماً.

ولم تزل أسماء الأسدية معظمة معززة عند الخاص والعام من بيئة عصرها، إلى أن توفيت في حدود سنة 250 هـ .











________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:50 am

أسماء بنت يزيد (خطيبة النساء)

هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن عبد الأشهل بن الحارث، الأنصارية، الأوسية، الأشهلية.

وقد اختلف بعض المؤرخين والرواة حول اسمها فبعضهم قال:

(أسماء بنت عبيد الأنصاري) وكانت تكنى أم سلمة و (أم عامر الأوسية) وفدت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة فبايعته وسمعت
حديثه، تعد من المحدثات الفاضلات وهي مجاهدة جليلة كانت من ذوات العقل
والدين والخطابة حتى لقبوها خطيبة النساء.

فها هي تتقدم النساء وتتزعمهن ويذهبن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول
له: (أنا وافدة النساء إليك إن الله عزوجل بعثك إلى الرجل والنساء كافة
فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى
شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات
وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل
الله عز وجل، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم
وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر؟.

وما انتهت أسماء من حديثها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

حتى التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ثم قال: (هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من سائلة في أمر دينها من هذه؟).

فقالوا بلى يا رسول الله.

فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (انصرفي يا أسماء، واعلمي من وراءك
من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته
يعدل كل ما ذكرت للرجال).

فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولما أسلم ابن عمها معاذ بن جبل- رضي الله عنه سألته عن الإسلام وما يدعو
إليه فتلا عليها آيات من الذكر الحكيم وأخبرها أنه عليه الصلاة والسلام
يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له. ونبذ عبادة الأصنام ويأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر فأتت أم عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعت
وكانت أول من بايع من النساء.

وكان عليها سواران من ذهب فبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيصهما فقال
عليه الصلاة والسلام: (ألقي السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورك الله
بأساور من نار؟) ابن ماجة.

فما كان منها إلا أن سارعت فنزعتهما وألقتهما أمامه.

وشهدت أسماء بنت يزيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض المشاهد وكانت
تخدم رسول الله تقول: (إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله إن
نزلت)سورة المائدة كلها فكادت تدق عنق الناقة.

امتد العمر بأسماء- رضي الله عنها- فقد شهدت (موقعة اليرموك سنة 15هـ
وشاركت فيها فكانت مجاهدة جليلة وتذكر الروايات أنها قتلت تسعة من جنود
الروم بعمود خيمتها وعاشت بعد ذلك دهراً رضي الله عنها.











_________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:51 am

الخنساء بنت عمرو (أم الشهداء)

أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السليمية الملقبة بالخنساء،
من أشهر شاعرات العرب. وقد أجمع علماء الشعر أنه لم تكن امرأة أشعر منها،
وشعرها كله في رثاء أخويها معاوية وصخر اشتهر رثاؤها في أخويها وعظم
مصابها. وأنشدت الخنساء في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن
ثابت فقال لها النابغة (اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين. ولولا أن هذا
الأعمى (يعني الأعشى) أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء هذا الموسم).

قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، وأعلنت
إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد، وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من
رموز البسالة، وعزة النفس، وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: (هيه يا
خناس ويومي بيده) . وعندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون عدتهم زحفا
إلى القادسية، كل قبيلة تزحف تحت علمها مسارعة إلى تلبية الجهاد كانت
الخنساء مع أبنائها الأربعة تزحف مع الزاحفين للقاء الفرس وفي خيمة من
آلاف الخيام،جمعت الخنساء بنيها الأربعة لتلقي إليهم بوصيتها فقالت: يا
بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو
امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم،
وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين،
واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: (يا
أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) .

فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم متبصرين بالله
على أعدائه منتصرين. فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان أخذت
تتلقى أخبار بنيها وأخبار المجاهدين. لقد جاءها النبأ بالاستشهاد فقالت:

(الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).

توفيت الخنساء بالبادية في أول خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- سنة 24 هـ.











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:51 am

الربيع بنت معوذ

(الفقيهة المحدثة)

الربيع بنت معوذ بن الحارث من السابقات إلى الإسلام بايعت النبي صلى الله
عليه وسلم من الصحابيات الجليلات وجاهدت مع المجاهدين بايعت الربيع بنت
معوذ بن عفراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبها إياس بن البكير
الليثي، ثم خرج هو وأخواه وبعد بدر تزوجت الربيع من إياس فجاء النبي عليه
الصلاة والسلام فدخل عليها غداة بنى بها. فجملت جويرات لها يضربن بالدف
ويندبن من قتل من آبائها يوم بدر إلى أن قالت إحداهن:

وفينا نبي يعلم ما يكون في غد

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها: دعي هذه قولي بالذي كنت تقولين
وولدت الربيع محمدا. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها فيقول لها:
اسكبي لي وضوءا.

وسمعته يقولصحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Frown لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ).

شهدت الربيع أحدا مع أم عمارة وعائشة رضي الله عنهن.

وعندما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة
فقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا
في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام .

فبعث النبي صلى الله عليه وسلم نفرا ستة من أصحابه: مرثد بن أبي مرثد،
وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، وخبيب وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق
وأمر عليهم عاصما، فلما خرجوا مع القوم غدروا بهم على الرجيع وقتلوهم.

ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وادعى مسيلمة الكذاب النبوة فخرج عامر بن البكير إلى اليمامة فقتل.

فكان صحابة رسول الله مثل عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- يسألها كيف كان النبي عليه الصلاة والسلام يتوضأ؟.

وجاءها أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسرفقال لها: صفي لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالت الربيع- يا بني لو رأيته لرأيت الشمس طالعة.

توفيت- رحمها الله- أيام معاوية سنة 45 هـ رضي الله عنها.











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:52 am

الرميصاء بنت ملحان

(المؤمنة الداعية المبشرة بالجنة)

هي الرميصاء أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية
الخزرجية، وكان من أوائل من وقف في وجهها زوجها مالك الذي غضب وثار عندما
رجع من غيبته وعلم بإسلامها ولما سمع مالك بن النضر زوجته تردد بعزيمة
أقوى من الصخر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، خرج من
البيت غاضبا فلقيه عدو له فقتله، ومضى الناس يتحدثون عن أنس بن مالك وأمه
بإعجاب وتقدير ويسمع أبو طلحة بالخبر فيتقدم للزواج من أم سليم ويعرض
عليها مهرا غاليا. فترده لأنها لا تتزوج مشركا تقول: إنه لا ينبغي أن
أتزوج مشركا. أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها آل فلان. وأنكم لو
أشعلتم فيها نارا لاحترقت .

فعندما عاود لخطبتها قالت: (يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك).

فقالت إن مهرها الإسلام.

فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم ويتشهد بين يدي
الرسول صلى الله عليه وسلم - فتزوجت منه - وهكذا دخل أبو طلحة الإسلام على
يد زوجته. ودخل عليها أبو طلحة وكان له غلام تركه مريضاً فسألها عن أحواله
فقالت: (إنه بخير) وكان قد مات وتزينت ونال منها ما ينال الرجل من امرأته
ثم قالت: (إن الله قد استرد وديعته وأن ابننا قد لقي ربه) فغضب وعجب كيف
تمكنه من نفسها وولدها ميت، وخرج يشكوها لأهلها ولرسول الله صلى الله عليه
وسلم فاستقبله النبي باسماً وقال: (لقد بارك الله لكما في ليلتكما) فحملت
الرميصاء بولدها (عبد الله بن أبي طلحة) من كبار التابعين وكان له عشرة
بنين كلهم قد ختم القرآن وكلهم حمل منه العلم.

ولم يكف أم سليم أن تؤدي دورها في نشر دعوة الإسلام بل حرصت على أن تشارك
في الجهاد ففي صحيح مسلم وابن سعد- الطبقات بسند صحيح أن أم سليم اتخذت
خنجراً يوم حنين فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر.
فقالت: يا رسول الله إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه. ويقول أنس- رضي الله
عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار
معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى. فقد بشرها عليه الصلاة والسلام
بالجنة حين قال: (دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت من هذا قالوا هذه الرميصاء
بنت ملحان أم أنس بن مالك).











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:52 am

السميراء بنت قيس

(الصابرة المجاهدة)

السميراء بنت قيس، أسلمت فشمخت بإسلامها، وشمخ بها الإسلام فإذا هي نموذج
فريد متحرك لما تنبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة. وحين نفر المسلمون إلى
أحد، وسارعت السميراء تحرض ولديها، النعمان بن عبد عمرو، وسليم بن الحارث،
للنفرة مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ثم تمضي من خلف الركب
النبوي، مع نفر من نساء المسلمين تستطلع أخبار القتال.

واحتدم القتال، والسميراء ورهطها يراقبن عن بعد مجرى المعركة، حتى إذا لاح
لها فارس يقترب، نهضت إليه تستوقفه، وتسأله عن أخبار المعركة، فعرفها
الفارس فنعى إليها ولديها النعمان وسليم، فما زادت أن قالت: (إنا لله وإنا
إليه راجعون).

وعادت إلى الرجل تقول: يا أخا الإسلام، ما عنهما سألتك، أخبرني ما فعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الرجل: خيراً إن شاء الله هو بحمد الله
على خير ما تحبين. قالت: أرنيه انظر إليه. فأشار إليه، فقالت: وقد تهلل
وجهها، ونسيت مصيبتها بولديها: كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله.

وما هي إلاسويعات، حتى جيء لها بولديها الشهيدين: فقبلتهما وحملتهما على ناقتها، ورجعت بهما إلى المدينة.

وفي الطريق، قابلتها عائشة أم المومنين- رضي الله عنها- فقالت : وراءك يا
سميراء؟. قالت: أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بحمد الله بخير)
وأما المسلمون فقد اتخذ الله منهم شهداء، وأما الكافرون فقرأت قوله تعالى:
(ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال)
.

قالت عائشة- رضي الله عنها-: فمن هؤلاء الذين فوق الناقة يا سميراء؟ قالت:
هما ولداي، النعمان وسليم، قد شرفني الله باستشهادهما، وإني لأرجو الله أن
يلحقني بهما في الجنة.

رحم الله السميراء بنت قيس وأسكنها الله فسيح جناته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:52 am

الشفاء بنت عبد الله

(المعلمة الأولى)

الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية العدوية، أسلمت قبل الهجرة وبايعت
النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، ولما هاجرت إلى
مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أقطعها النبي دارا عند الدكاكين بالمدينة فنزلتها مع ابنها سليمان وكانت تكتب بالعربية في الوقت الذي كانت الكتابة في العرب قليلة.

فكانت تعرض على رسول الله ما كانت ترقي به الناس في الجاهلية. فكان يسمع منها صلى الله عليه وسلم.

ودخل رسول الله على أم المؤمنين حفصة بنت عمر فوجد الشفاء بنت عبد الله عندها فقال لها: علمي حفصة رقية النملة كما علمتيها الكتابة.

كانت تعلم الناس الكتابة والقراءة مبتغية بذلك الأجر والثواب من الله،
فكانت حفصة من بين من علمت من النساء. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يزور أم سليمان ويقيل عندها فلقد سألت رسول الله فقالت- ما أفضل الأعمال
يا نبي الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج
مبرور).

وكان عمر بن الخطاب يقدمها بالرأي.











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:53 am

أم حرام بنت ملحان
(شهيدة البحر)
هي
أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية من بني النجار أخت أم
سليم وخالة أنس بن مالك. كانت تحت عبادة بن الصامت سيد الخررج وأحد
النقباء الاثني عشر الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت
الإسلام وما تركت غزوة إلا وخرجت مع الجنود تسقي الظمأى وتداوي الجرحى.
وكان
بيتها من أحسن البيوت وأحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذات يوم
أخذته سنة من النوم، ثم قام وهو يضحك فسألته فقال: (أناس من أمتي يركبون
البحر كالملوك على الأسرة). فقالت: (يا رسول الله ادع الله أن أكون منهم)
فقال: (أنت مع الأولين) انظر الحديث بطوله .
فلما
كان زمن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- سنة اثنين وأربعين من الهجرة
ركبت أم حرام بنت ملحان البحر وركب معها زوجها عبادة بن الصامت.. فلما
قدمت إليها البغلة حين خرجت من البحر وقعت أم حرام فاندق عنقها.. وماتت
ونالت الشهادة ودفنت في قبرص. رضي الله عنها وأرضاها.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:54 am

أم حكيم بنت الحارث
(الوفية الصابرة المجاهدة)
هي
أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومية زوجة عكرمة بن أبي جهل ابن عمها.
أسلمت يوم الفتح، أما زوجها عكرمة فولى هاربا من خشية المسلمين إلى اليمن،
فاستأذنت الرسول صلى الله عليه وسلم أن تلحق به وتأتي به مسلما بإذن الله،
فأذن لها، وعادت أم حكيم بزوجها عكرمة، ليعلن انسلاخه من جاهليته ويدخل في
دين الله. كانت رضي الله عنها تتمتع بعقل ثاقب، وحكمة نادرة، نرى ذلك
عندما استشهد في المعركة أخوها وأبوها وزوجها فلم تجزع كيف ذلك؟ وهي تتمنى
لنفسها أن تفوز بالشهادة مثلهم. وبعد فترة من الزمن تزوجها خالد بن سعيد
بن العاص رضي الله عن الجميع، فلما أصبحا أولم لرهطه وليمة وما كاد ضيوفه
يفرغون من طعامهم حتى نزلت بهم الروم من كل جانب، واحتدم قتال مرير.
استشهد في سبيل الله خالد بن سعيد وفي نفس المعركة أخذت بعمود الخيمة
تقاتل قتلت من المشركين ما شاء الله وهكذا المؤمنات المجاهدات الصابرات
عرسهن في الميدان، وصباحهن جهاد وقتال. فأم حكيم- رضي الله عنها- ابنة أخت
سيف الله المسلول، والقائد الشجاع خالد بن الوليد رضي الله عنه.


رضي الله عن أم حكيم بنت الحارث المخزومية وأرضاها .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:54 am

أم رومان بنت عامر
(زوجة الصديق وأم الصديقة)
أم
رومان بنت عامر بن عويمر قيل في اسمها أنها زينب وقيل وعد وكانت أم رومان
الكنانية تحت عبد الله بن الحارث الأسدي فولدت الطفيل ثم توفي عنها، فخلف
عليها عبد الله ابن أبي قحافة (أبو بكر الصديق) فولدت له عائشة وعبد
الرحمن، وكانت من السابقين إلى الإسلام وراوية من راويات الحديث الشريف،
أسلمت وبايعت وهاجرت فكانت من المهاجرات الأوليات والقانتات العابدات.


روت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنها مسروق، وأخرج البخاري لها. ولما
تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لخطبة ابنتها عائشة رضي الله عنها
انصياعاً لأمر الله تعالى سرت أم رومان بتلك المصاهرة، وفي المدينة بنى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة ودارت الأيام وحدث ما لم يكن
بالحسبان ذلك لما رميت ابنتها عائشة بالإفك خرت مغشياً عليها وكانت هذه
الفترة من أقسى ما عانت وواجهت واثر فيها ذلك تأثيراً بالغاً مرضت على
أثره فلازمتها عائشة- رضي الله عنها- بعض الوقت تقوم على خدمتها حتى
توفاها الله وتوفيت بالمدينة سنة 6 هـ وقيل سنة 4 هـ- رضي عنها- ونزل رسول
الله صلى الله عليه وسلم في قبرها واستغفر لها وقال (اللهم لم يخف ما لقيت
أم رومان فيك وفي رسولك) وروى عنه أنه قالصحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Frownمن سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:54 am

خولة بنت الأزور

(شجاعة فائقة)
يرتبط
تاريخ حياة بنت الأزور بضروب البطولة التي أبدتها في واقعة أجنادين. وفيها
التحم المسلمون بقيادة خالد بن الوليد بالروم بقيادة هرقل، فقد فاقت
ببسالتها وشهامتها ما قام به الرجال، وحاربت مستخفية لاطلاق سراح أخيها
ضرار من الأسر، وحضت النساء على خوض غمار الحرب دفاعا عن الأسرى وذودا عن
الإسلام.


هذه بنت
الأزور، التي أسرت مرة هي وبعض النساء أثناء حرب المسلمين مع الروم، فحرضت
النساء على التخلص من الأسر، ولما لم يكن معهن سلاح اقتلعن أعمدة الخيام
وأوتادها وحاربن بها ضد الروم تحت قيادة خولة بنت الأزور إلى أن نجين من
الأسر.


ويقال
إن هذه البطلة المحاربة أسر أخوها ضرار بن الأزور في الحرب، فتنكرت في زي
فارس، وامتطت جوادها مدججة بالسلاح واخترقت الصفوف وقتلت منهم عددا كبيرا،
معرضة نفسها للموت. وكان المسلمون ومعهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد-
رضي الله عنه-. يترقبون بإعجاب، معتقدين أنها رجل، حتى خرجت من المعركة
ورمحها يقطر دما، فالتفوا حولها، ولما عرفوا أنها فتاة اشتعلت حماستهم
وتقدموا في شجاعة حتى فكوا أسر أخيها .


وعادت
الحرب سجالا بين العرب والروم في مرج دابق، وفيها أسر ضرار للمرة الثانية
فحزنت أخته، وصممت على الانتقام من الروم وفك أسره. واقتحمت بنت الأزور
صفوف الأعداء باحثة عن أخيها، فلم توفق إلى العثور عليه، وصاحت: (يا أخي !
أختك لك فداء) واشتد حماس المسلمون، وحاصروا أنطاكية، وقد تحصن فيها الروم
ومعهم الأسرى وانتصر المسلمون وأطلق سراح الأسرى. بعد جهاد مرير فعاد ضرار
إلى أخته فرحين بنصر الله ومنته.


توفيت خولة بنت الأزور في عهد خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- بعد أن شهدت كثيرا من المشاهد والأحداث التاريخية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:55 am

خولة بنت ثعلبة

(سمع الله شكواها)

خولة بنت ثعلية بن أصرم بن فهد بن ثعلبة من ربات الفصاحة والبلاغة، تزوجها
أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت- رضي القه عنهما-. وهو ممن شهد بدرا
وأحدا، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

راجعت خولة زوجها أوس بن الصامت بشيء فغضب فقال: (أنت علي كظهر أمي)، ثم
خرج الزوج بعد أن قال ما قال فجلس في نادي القوم ساعة ثم دخل عليها يريدها
عن نفسها، ولكن امتنعت حتى تعلم حكم الله في مثل هذا الحدث. فقالت: كلا
والذي نفس خولة بيده، لا تخلصن إلي وقد قلت إلي، وقد قلت ما قلت حتى يحكم
الله ورسوله فينا بحكمه، وخرجت خولة حتى جاءت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت من زوجها، وهي بذلك تريد أن تستفتيه
وتجادله في الأمر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أمرنا في أمرك
بشيء ما أعلمك إلا قد حرمت عليه، والمرأة المؤمنة تعيد الكلام وتبين لرسول
الله ما قد يصيبها وابنها إذا افترقت عن زوجها، وفي كل مرة يقول لها رسول
الله صلى الله عليه وسلم (ما أعلمك إلا قد حرمت عليه) وهنا رفعت يديها إلى
السماء وفي قلبها حزن وأسى ،وفي عينيها دموع وحسرة قائلة:

اللهم إني أشكو إليك ما نزل بي.. وما كادت تفرغ من دعائها حتى تغشى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه عند نزول الوحي، ثم سرى عنه. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا خولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك
قرأنا) ثم قرأ عليها: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى
الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) إلى قوله: (وللكافرين عذاب
أليم) .

ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم كفارة الظهار.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقى به عنه ،
ثم استوصي بابن عمك خيرا) ففعلت ومما روي في شأن خولة- رضي الله عنها- أن
عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مر بها في زمن خلافته وهو أمير المؤمنين و
كان راكبا على حمار، فاستوقفته خولة طويلا ووعظته. وقالت له: يا عمر قد
كنت تدعى عميراً ثم قيل لك: يا عمر ثم قيل لك يا أمير المؤمنين فاتق الله
يا عمر فإن من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب. فقيل
له:يا أمير المؤمنين اتقف لهذه العجوز هذا الموقف.

قال رضي الله عنه: (والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما زلت إلا
للصلاة المكتوبة، إنها خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فم سبع سماوات،
أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:55 am

خيرة بنت أبي خدود

(أم الدرداء)

زوجة أبي الدرداء (عويمر بن مالك) الصحابي رضي الله عنهما، كانت أم
الدرداء من فضلاء النساء وعقلائهن وذوات الرأي منهن مع العبادة والنسك.

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي- رضي
الله عنهما-. فجاء سلمان لأبي الدرداء زائرا فرأى أم الدرداء قد أهملت
نفسها ولاح في وجهها القهر فقال لها:

ما شأنك. قالت: خيرة بنت أبي خدود.

إن أخاك ليس له حاجة في شيء من الدنيا.. أصبح أبو الدرداء لا ينام الليل.

فسكت سلمان الفارسي ولم يكلم أبا الدرداء. وقامت خيرة بنت أبي حدود لتصنع
لهما طعاما فلما أكلا هيأت أم الدرداء لهما فراشهما فنام سلمان وأبو
الدرداء هنيهة، ثم قام أبو الدرداء ليصلي فأمسك سلمان بثوبه وقال له: نم
يا أبا الدرداء. ونام ثم نهض ليصلي فأمسك سلمان به وقال له: نم. فنام..
فلما كان الثلث الأخير من الليل قام ليصلي فقال سلمان الفارسي: الآن انهض
لتصلي.

ولما انبلج الفجر خرجا ليصليا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقال أبو الدرداء :لأشكونك لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقال سلمان الفارسي: يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولجسدك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه.

فلما قضيت صلاة الفجر مال أبو الدرداء على أذن النبي عليه الصلاة والسلام
وشكا له ما فعل سلمان الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن
الرهبانية لم تكن علينا".. صدق سلمان.

ودخلت أم الدرداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فسمعته يقول: ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن.

وفي يوم من الأيام طلبت من أبي الدرداء خادما فقال لها: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال العبد من الله وهو منه ما لم يخدم فإذا
خدم وجب عليه الحساب.

وماتت خيرة بنت أبي خدود أم الدرداء قبل موت أبي الدرداء وذلك بالشام في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان. رحم الله خيرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:55 am

سفانة بنت حاتم(الدالة إلى الحق)

سفانة بنت حاتم الطائي كان أبوها مضرب المثل في الكرم، وكان أخوها عدي بن
حاتم نصرانيا يسير في قومه بالمرباع، فلما علم بمقدم أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فر إلى الشام ليلحق بأهل المدينة. وعندما أخذت سفانة في
السبايا فجعلت في حظيرة بباب المسجد فمر بها النبي عليه الصلاة والسلام
فقامت إليه، وكانتا امرأة جزلة فقالت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب
الوافد. فتساءل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن وافدك؟ قالت: عدي بن
حاتم. قال صلى الله عليه وسلم: الفار من الله ورسوله؟ ومضى النبي حتى مر
ثلاثا فأشار إليها رجل من خلفه قومي فكلميه. قالت سفانة: يا رسول الله هلك
الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من
قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك، ثم آذنيني. فسألت سفانة عن
الرجل الذي كان يسيرخلفه وأشار إليها أن تكلمه فقيل لها: علي بن أبي طالب.
وأقامت سفانة حتى قدم ركب من بلى أو قضاعة رهط من قومها. فاستأذنت الرسول
صلى الله عليه وسلم فمن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاها عطاء
جزيلاً وكساها. وحملها وأعطاها نفقة، فلما وقفت على عدي بن حاتم شرعت
تقول:القاطع الظالم لم أحتمل بأهلك وولدك وتركت بقية والدك وعورتك قال: أي
أخيتي لا تقولي إلا خيرا، ثم نزلت فأقامت عنده، وقال لها عدي: ماذا ترين
في أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا
فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تنزل في عز اليمن وأنت أنت.

فقال عدي: إن هذا الرأي والله، فخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأسلم . لقد أسلمت مثلما أسلم أخوها عدي. ولما انتقل رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ارتدت القبائل عامة إلا قريشا وثقيفا
وظل عدي بن حاتم قابضا على دينه وخرج مع خالد بن الوليد يحارب المرتدين.











_______________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:56 am

سمية أم عمار
: نسبها

سمية بنت الخُباط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيد استشهد في الإسلام، وهي ممن بذلوا

أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن

الأذى في ذات الله.كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة

ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار

ابنها. فرسول صلى الله عليه وسلم قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبوبكر الصديق فقد

منعه قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت

لهيب الشمس الحارقة

عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر

الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر ، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار،

وسمية أم عمار

:زواجها

كانت سمية بنت خباط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت

من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً

مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع

عبدالله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن

المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وانجب منها عماراً، فأعتقه

أبوحذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم

ياسر وأخوه عبدالله وسمية وعمار

:تعذيب المشركين لآل ياسر

عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على

الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم بنور الله-عزوجل- فعن عمار أن

المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء .إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر

وقد أنزلت آيه في شأن عمار في قوله عزوجل: (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من

أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)). وعندما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ما

وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف

تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم

هاجر عمار إلى المدينة عندما اشتد عذاب المشركين للمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد

والخندق وبيعة الرضوان والجمل واستشهد في معركة صفين في الربيع الأول أو الآخر من

سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن مناقبه، بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء

وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله -صلى الله عليه

وسلم- يمر بهم ويدعو الله -عزوجل- أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء

عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي

من بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى

قتلوها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون

بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة

:وفاتها

نالت سمية الشهادة بعد أن طعنها أبوجهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها.وكانت

سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لا يزح

زحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال

الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين

: مصير القاتل

أبوجهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي

الحكم.كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه

المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل

ولا يهمل

قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما

قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن

الحارث الخزرجي الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرbجي الأنصاري، رضي الله عنهما،

ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين

بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبدالله بن المسعود الذي أجهز عليه. ولقد

استشهد ابنا عفراء في هذه معركة رضي الله عنهما

قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف)) يوم بدر، إذ التفت فإذا عن

يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً

من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن

رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه،

((فشدا عليه مثل الصقرين،فضرباه حتى قتلاه

((بعد مقتل أبا جهل، قال النبي صلى الله لعمار بن ياسر (( قتل الله قاتل أمك

:الدروس والعبر في سيرة حياة سمية

سمية بن الخُباط هي من أهم المجاهدات المسلمات اللواتي احتملن الأذى والعذاب، الذي

كان يلقاه المسلمون على أيدي المشركين في ذلك الوقت. وهي ممن بذلوا الغالي والنفيس

في ذات الله تعالى

كان إيمانها القوي بالله تعالى هو سبب ثباتها على الإسلام ورفضها ديناً غيره، فقد

وقر الإيمان في قلبها وذاقت لذته وأيقنت أنه فيه سعادتها في الدنيا والآخره، فوكلت

أمرها إلى الله تعالى محتسبه وصابرة أن يجزيها الله تعالى خيراً على صبرها ويعاقب

المشركين، ونستشف من قصة سمية أن الله سبحانه وتعالى يمهل، ولا يهمل وأنه مهما طال

الأمد، فإن كل إنسان سوف يأخذ جزاءه عاجلاً أم أجلاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:56 am

صفية بنت أبي عبيد

(من الصالحات العابدات)

صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية، زوج عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي
الله عنهم- وهي إحدى النساء التابعيات الصالحات العابدات. قال عنها
العجلي/ صفية بنت أبي عبيد تابعية ثقة. وعدها ابن حبان من راويات الحديث
الثقات، فقد رأت عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وروت عنه ولها معه أخبار
كما أنها رأت ثلاثاً من أمهات المؤمنين عائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله
عنهن .

كما روى عن صفية جماعة من أكابر التابعين وثقاتهم، وممن عرفوا بالعلم
والفضل ومنهم: سالم بن عبد الفه بن عمر ونافع مولى زوجها وعبد الله بن
دينار وغيرهم وقد روى لها الإمام مسلم وأبو داود والنسائي، كانت صفية مجلة
لزوجها ومحبة له. وكان عمر بن الخطاب يقدر زوجة ابنه ويجلها وقد أحسنت
صفية تريية أولادها وبناتها ليسيروا على هدي الصلاح. أوردت المصادر أن عبد
الله بن عمرو، آخر من توفي بمكة من الصحابة، وكانت وفاته سنة (73 هـ). أما
صفية فلا يدرى بالتحديد متى كانت وفاتها- رحمها الله- وبالتأكيد كانت
وفاتها بعد سنة 73 هـ .











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:56 am

عائشة بنت طلحة

(ابنة طلحة الخير)

تابعية جليلة، سليلة بيت كبير القدر في عصر النبوة، نشأت في أحضان النبوة
برعاية عائشة بنت الصديق رضي الله عنها فكانت يضرب بها المثل في العلم
والأدب والكرم. أبوها طلحة بن عبد الله التميمي القرشي.

أحد العشرة المبشرين بالجنة، لقبه النبي صلى الله عليه وسلم (بطلحة الخير)
وأمها: أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق تابعية جليلة تزوجت عائشة ابن خالها
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ولدت له عمران وعبد الرحمن
وأبا بكر وطلحة ونفيسة وكان ابنها طلحة بن عبد الله من أجواد قريش.

كانت عائشة بنت طلحة أشبه الناس بخالتها عائشة أم المؤمنين وأحبهم إليها،
وأطبعهم على علمها وأدبها، فقد تتلمذت عليها وروت عنها الحديث النبوي
الشريف، وحديثها مخرج في الصحاح .

وروى عنها الحديث ثلة من أكابر التابعين، وجلة العلماء منهم ابنها طلحة بن
عبد الله وابن أخيها طلحة بن يحيى ومعاوية بن اسحاق والمنهال بن عمرو
وعطاء ابن أبي رباح، وعمر بن سعيد وغيرهم.

ولصدقها وعلمها وقدرها، أثنى عليها العلماء والكبراء ممن يعرفون رواية
الحديث، فهذا يحيى بن معين يوثقها ويحتج بحديثها فيقول: الثقات من النساء
عائشة بنت طلحة ثقة حجة. وأثنى عليها أبو زرعة الدمشقي. وهذا العجلي:
عائشة بنت طلحة مدنية تابعية ثقة. وغيرهم من العلماء.

ولما توفي زوجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق تزوجها أمير
العراق مصعب بن الزبير وبعد مصعب تزوجها عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي،
وأقامت معه ثماني سنين، حيث مات سنة (82 هـ) ومنذ أن تأيمت، كانت تقيم
بمكة سنة، وبالمدينة سنة وتخرج إلى مال لها بالطائف تدير أمورها بنفسها.
ظلت عائشة بنت طلحة من أندر نساء عصرها حيث الجمال والهيئة والأدب، والعفة
والعلم. إلى أن توفيت سنة (101هـ).

رحم الله عائشة بنت طلحة، وتغمدها برحمته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:57 am

عاتكة بنت زيد

(زوجة الشهداء)

عاتكة بنت زيد العدوية القرشية وهي أخت زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة.
من المسلمات العابدات كانت حافظة للقرآن كما كانت شاعرة مجيدة.

تتمتع بجمال باهر، ولكنها كانت حيية تقية. تزوجها عبد الله بن أبي بكر
الصديق، وعندما مات عبد الله بكته عاتكة وأنشدت فيه مرثية خالدة، وقد ظلت
عاتكة بعد وفاة زوجها عبد الله، بدون زوج لمدة ثلاث سنوات، ثم تزوجها عمر
بن الخطاب- رضي الله عنه- ويقال إن زيدا أخاه قد تزوج بها قبله وقد ظلت
عاتكة زوجة وفية مخلصة، فبكته عند وفاته وحزنت عليه.

ثم تزوجها الزبير بن العوام مع أنه كان زوجا لأسماء بنت أبي بكر وكان
الزبير- رضي الله عنه- غيورا فمنعها من الخروج من البيت مخافة الفتنة
ولكنها ذكرته بحديث رسول الله (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن
ليخرجن تفلات) أي غير متعطرات. فتركها ولكنها بعد ذلك التزمت بيتها طاعة
لزوجها، وعندما نال الزبير الشهادة تزوجها محمد بن أبي بكر ونال الشهادة.
ورثى لحالها علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- فأراد الزواج منها فرفضت
وقالت: (اضن بابن عم رسول الله على الشهادة) مما دفع علي بن أبي طالب إلى
القول : (من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة). ثم تزوجها (الحسين بن
علي) وأحبته (وشهدت مصرعه في كربلاء) ورحلت مع زينب إلى مصر ولم تتزوج بعد
ذلك حتى لقيت ربها (وكانت كلما كبرت سنها ازدادت جمالاً).











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:57 am

عمرة بنت عبد الرحمن النجارية

(الفقيهة الحجة)

هي عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس الأنصارية النجارية،
المدنية، تربية عائشة- رضي الله عنها- وتلميذتها قيل إن لأبيها صحبة.
وجدها سعد من قدماء الصحابة، وهو أخو النقيب الكبير أسعد بن زرارة.

حدثت عن عائشة، وأم سلمة، ورافع بن خديج، وأختها لأمها أم هشام بنت حارثة بن النعمان.

وحدث عنها ولدها أو الرجال محمد بن عبد الرحمن وابناه الحارثة ومالك، وابن
أختها القاضي أبو بكر بن حزم، وابناه عبد الله ومحمد الزهري ويحيى بن سعد
الأنصاري، وآخرون.

قال ابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة حجة.

وقال ابن حبان: كانت من أعلم الناس بحديث عائشة. كما نقل عن شعبة، عن محمد
بن عبد الرحمن قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما بقي أحد أعلم بحديث
عائشة منها، يعني عمرة. قال: وكان عمر يسألها. وقال الإمام الذهبي: كانت
عالمة، فقيهة، حجة، كثيرة العلم وحديثها كثير في دواوين الإسلام.

واختلفوا في وفاتها، فقيل: سنة 98 هـ. وقيل سنة 106هـ.











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:57 am

فاطمة بنت الخطاب

(القوية في الحق)

فاطمة بنت الخطاب كانت تكنى بأم جميل وهي أخت أمير المؤمنين عمر تزوجها
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفل، أسلمت هي وزوجها قبل دخول الرسول صلى الله
عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أسلمت قبل أخيها عمر، وكانت
سببا في إسلامه وذلك عندما خرج عمر متقلدا سيفه يريد الرسول صلى الله عليه
وسلم فلقي نعيم ين عبد الله، وكان قد أسلم وأخفى إسلامه خوفا من اضطهاد
قريش فلما رأى الشر يملأ وجه عمر سأله: إلى أين يا ابن الخطاب؟ فقال عمر:
أريد محمداً فقال نعيم: والله لقد غزتك نفسك من نفسك يا عمر أترى بني عبد
مناف تاركيك وقد قتلت محمدا؟ فقال عمر: لقد بلغني أنك تركت دين آبائك
فقال: نعم: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقا مني. قال: من هو. قال
نعيم: أختك وزوجها.

فانطلق عمر إلى بيت سعيد بن زيد وكان عندهما خباب بن الأرت ومعه صحيفة
يقرؤها ووجد الباب مغلقا وسمع همهمة ففتح الباب ودخل فقال: ما هذا الذي
أسمع؟ قالت فاطمة: ما سمعت شيئا غير حديث تحدثنا به بيننا. فقال عمر: بلى
والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه. وأخذ برأس سعيد وضربه
فأدماه فأخذت برأس عمر وقالت:قد كان ذلك على رغم أنفك .فاستحى عمر لما رأى
الدم وما فعله بختنه وأخته وقال لهما: أروني هذا الكتاب. فأخفت فاطمة
الصحيفة وراء ظهرها وقالت: أخشاك عليها، فحلف لها ليردنها إذا قرأها إليها
فقالت فاطمة: يا أخي أنت نجس ولا يمسه إلا الطاهر. فقام عمر واغتسل ثم عمر
استحسن الكلام بعد قراءته فلما سمع خباب ذلك من عمر خرج وكان مستترا عن
عمر وقال: يا عمر إني لأرجو أن يكون الله قد خصه بدعوة نبيه صلى الله عليه
وسلم فإني سمعته أمس يقول: اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر
بن الخطاب. فالله الله يا عمر. فقال على الفور دلوني على محمد حتى آتيه
فأسلم. فأسلم على يديهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:58 am

ليلى بنت أبي حثمة (أول ظعينة إلى المدينة)

كانت زوج عامر بن ربيعة أسلما قديماً.

ولما ذاع في مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله الواحد الأحد غضب أشراف قريش.

ونزلوا بأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أشد العذاب فأقبل عامر بن ربيعة
وامرأته ليلى بنت أبي حثمة وعبد الله بن عبد الأسد وزوجته هند بنت أبي
أمية بن المغيرة وعثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وفي عيونهم الدمع فقالوا:

يا رسول الله أنزل قومنا بنا أشد العذاب.

فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد منعه الله بعمه أبي طالب. ثم قال صلى الله عليه وسلم:

من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب له الجنة، وكان
رفيق نبيه. فقال عامر بن ربيعة وليلى بنت أبي حثمة أين نذهب يا نبي الله؟
قال صلى الله عليه وسلم: تفرقوا في الأرض فإن الله تعالى سيجمعكم.

فقالت ليلى بنت أبي حثمة: إلى أين نذهب يا نبي الله؟

قال النبي عليه الصلاة والسلام:

أخرجوا إلى جهة الحبشة فإن بها ملكا (النجاشي) لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق.

وعندما علم عمر بن الخطاب أن بعض المسلمين يتأهبون للخروج والفرار بدينهم
خوفاً من الفتنة إلى الحبشة، وكان أشد الناس على عامر بن ربيعة وامرأته..
فانطلق إلى دار عامر بن ربيعة فإذا امرأته ليلى قد تهيأت للخروج إلى أرض
الحبشة وهي على بعيرها فقال عمر بن الخطاب: إلى أين أم عبد الله؟ قالت
ليلى قد آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله فقال عمر بن الخطاب: صحبكم
الله.

فعجبت ليلى، وطمعت في إسلام ابن الخطاب فلما رجع عامر بن ربيعة أخبرته
فتبسم ساخراً، وقال: والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب فاستأذن عامر
وامرأته ليلى بنت أبي حتمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى
الحبشة الثانية.. فأذن لأصحابه فهاجر ثلاثة وثمانون رجلاً غير نسائهم
وأبنائهم.. وعندما بايع الأوس والخزرج على أن يمنعون فيما يمنعون منه
نساءهم انطلق عامر وامرأته ليلى إلى مكة وكثير من المهاجرين.. وعند إيذاء
قريش للصحابة.. هاجر كثير من أصحاب الرسول ومنهم عامر بن ربيعة وامرأته
ليلى بنت أبي حتمة في هجعة الليل مهاجرين إلى يثرب.. وكانت ليلى أول ظعينة
قدمت إلى يثرب رضي الله عنها وأرضاها .











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:58 am

معاذة العدوية

(صاحبة الهمة العالية)

من عابدات البصرة أحببن طاعة الله، وتشوقن إلى لقائه كانت - رحمها الله- إذا أحست من نفسها الكسل في العبادة، قالت لنفسهاصحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Frown هذه ليلتي أموت فيها).

ولما عوتبت على كثرة طاعتها من قبل أقاربها، قالت: (عجبت لعين تنام، وقد
عرفت طول الرقاد في ظلم القبر) وكان زوجها كذلك الطاعة، حتى قال أبو
السوار العدوي ذات يوم: بنو عدي أشد أهل هذه البلدة اجتهاداً، ففي ذات يوم
قاتل ابنها غزاة حتى قتل، فاجتمعت النساء عند معاذة العدوية لكي يخففن
عنها، ويشاطرنها الحزن، فقالت لهن مرحبا، إن كنتن جئتن تهنئنني فمرحباً
بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.

تقول أم الأسود بنت زيد، وكانت معاذة قد أرضعتها قالت معاذة لما قتل أبو الصهباء (زوجها).

(والله يا بنية، ما محبتي للبقاء في الدنيا للذيذ عيش، ولا لروح نسيم،
ولكن والله أحب البقاء لأتقرب إلى ربي عز وجل بالوسائل، لعله يجمع بيني
وبين أبي الصهباء وولده في الجنة) رحم الله معاذة العدوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:58 am

نائلة بنت الفارض

(الوفية لزوجها في حياته ومماته)

نائلة بنت الفارض زوجة أميرالمؤمنين عثمان بن عفان- رضي الله عنه- عرفت
بالرأي الناجح والعقل الراجح والمواقف العظيمة التي سطرها لها التاريخ
بأسطر من ذهب، تزوجت أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه- أسلمت
على يد زوجها عقب قدومها إليه سنة 28 من الهجرة، وحفظت- رضي الله عنها-
القرآن الكريم والسنة الشريفة في وقت قصير وكانت- رضي الله عنها- شجاعة
وقد سميت (بالفرافضة) تيمنا بأحد أسماء الأسد، ولقد تجلت شجاعتها يوم أن
فتح باب الفتنة على المسلمين، وحين تأزمت الأمور وحاصروا الدار (دار
عثمان- رضي الله عنه-)، ومنعوا عنه الزاد والماء بل ومنعوه من الخروج
للصلاة، وطالبوه بأن يترك الخلافة، فأعلن رفضه قائلا: (لن أخلع قميصا
كسانيه الله تعالى) ثم تسوروا عليه الدار وهم شاهرون سيوفهم يريدون قتله
وحينما رأت الزوجة (نائلة بنت الفرافضة) هؤلاء نشرت شعرها وألقت بنفسها
على زوجها ثم أهوى رجل على عثمان بن عفان - رضي الله عنه- بالسيف، فما كان
منها إلا أن انكبت عليه واتقت السيف بيدها، ولم تبال بقطع أناملها، فنادت
غلام خليفة المسلمين وكان اسمه رباح قائلة: يا رباح أعني على هذا، وكان مع
رباح سيف قتله ولكن دخل أخر ومعه سيف فوضع طرفه في بطن أمير المؤمنين
فأمسكت الزوجة السيف بيدها فحز أصابعها، وعندما سكنت الفتنة تقدم الخطاب
ومنهم الصحابي معاوية رضي الله عنه، فرفضت وفاء لذكرى زوجها وقامت بكسر
ثنيتها بحجر، حيث كانت- رضي الله عنها- من أحسن الناس ثغراً، ضربت- رضي
الله عنهما- أروع الأمثلة في الوفاء والحب لزوجها في حياته وبعد مماته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:59 am

نسيبة بنت كعب

(بطلة أحد وما بعدها)

أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية إحدى نساء بني مازن
النجار. كانت إحدى امرأتين بايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيعة
العقبة الثانية) حسن إسلامها وكانت زوجة (لزيد بن عاصم) وما تركت غزوة إلا
وخرجت فيها مع رسول الله تضمد الجرحى وتسقي الجنود وتعد الطعام وتحمس
الرجال على القتال.

(ويوم أحد) لما رأت المشركين يتكاثرون حول رسول الله أستلت سيفها وكانت
مقاتلة قوية، وشقت الصفوف حتى وصلت إلى رسول الله تقاتل بين يديه وتضرب
بالسيف يميناً وشمالاً حتى هابها الرجال وأثنى عليها النبي وقال: (ما
ألتفت يميناً ولا شمالا يوم أحد إلا وجدت نسيبة بنت كعب تقاتل دوني).

ولقد قالت يا رسول الله: ادع الله أن أرافقك في الجنة فقال: (اللهم اجعلهم
رفقائي في الجنة) جرحت يوم أحد جرحاً بليغاً فكان النبي يطمئن عليها ويسأل
(كيف حال نسيبة).

وعندما أخذت تحث ابنها عبد الله بن زيد عندما خرج يوم أحد فقالت: انهض بني
وضارب القوم. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن يطيق ما تطيقين يا
أم عمارة).

وتمضي الأيام، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في
الحديبية، وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله كما شهدت يوم حنين،
ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى ارتدت بعض القبائل
عن الإسلام وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب، حتى سارعت أم عمارة إلى أبي بكر
الصديق- رضي الله عنه - تستأدنه بالالتحاق بهذا الجيش لمحاربة المرتدين
فأذن لها فخرجت ومعها ابنها عبد الله بن زيد وأبلت بلاء حسنا وتعرضت لكثير
من المخاطر. وعندما أرسل النبي ولدها (حبيب بن زيد) إلى مسيلمة الكذاب
باليمامة برسالة يحذر فيها مسيلمة من ادعائه النبوة والكذب على الله فأراد
مسيلمة أن يضمه إليه فرفض فقطع جسده عضوا عضوا وهو صابر، فلما علمت
(نسيبة) أقسمت أن تثأر منه وخرجت مع البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه
لقتال مسيلمة وقاتلت وكانت تصيح (أين أنت مسيلمة اخرج يا عدو الله) وجرحت
اثنا عشر جرحا فواصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تحس بها وتقدم (وحشي بن
حرب) بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة فصرعه وأجهز عليه ابنها (عبد الله
بن زيد) وظل أبو بكر يطمئن عليها حتى شفيت وخرجت مع المسلمين لقتال الفرس،
سقط إيوان كسرى وغنم المسلمون غنائم عظيمة بكت وتذكرت النبي وهو يشارك في
حفر (الخندق) ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح (الله أكبر أعطيت مفاتيح
فارس).

وكانت ضمن الغنائم (قطيفة مرصعة بالجواهر واللالئ فكانت من نصيب أم عمارة
واحتضنت القطيفة وهي تبكي لهذه المنزلة العالية بين الصحابة .











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 8:59 am

هجيمة الوصابية

(أم الدرداء الصغرى)

إنها ليست أم الدرداء الصحابية فتلك اسمها خيرة وهذه تابعية رضي الله
عنهما والعابدة هجيمة بنت حيي الوصابية زوجة أبي الدرداء الصحابي الجليل
كانت- رحمها الله- تكثر من الصلاة، وتدريس العلم والتفكر في آلاء الله،
يقول ميمون بن مهران:

(وما دخلت على أم الدرداء في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية)

وكانت مجموعة من النسوة يحضرن عند أم الدرداء، ويقمن الليل مصليات حتى إن أقدامهن قد انتفخت من طول القيام.

جاء إلى العابدة أم الدرداء شيخ يقال له: هزان، فأخذ يستمع مع غيره لما
تتحدث به أم الدرداء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لها هزان
مسائلا: يا أم الدرداء ما يقول الميت على سريره؟

فقالت: إنه يقول: (يا أهلاه ويا جيراناه ويا حملة سريراه لا تغرنكم الدنيا
كما غرتني، ولا تلعبن بكم كما لعبت بي، فإن أهلي لا يحملون عني من وزري
شيئا).

لقد كانت مثلا للعابدة المتواضعة وماتت كذلك.

ومن صور تواضعها: أنه قيل لها من غيرها: ادعي لنا: فقالت على الفور أو بلغت أنا ذلك؟ فرحم الله أم الدرداء رحمة واسعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 9:00 am

هند بنت المهلب

(الحكيمة المحدثة العاقلة)

هند بنت المهلب بن أبي صفرة الأزدية البصرية أبوها الأمير، البطل. تزوجها
الحجاج بن يوسف الثقفي المشهور، وكانت لها معه أخبار. قال التابعي الفقيه
أيوب السختياني- رحمه الله-: ما رأيت امرأة أعقل من هند بنت المهلب. حدثت
هند عن أبيها- وكان أحد رواة الحديث- كما حدثت عن الحسن البصري وغيرهما.
قدمت على عمر بن عبد العزيز في بلدة بخناصرة- وكان قد حبس أخاها يزيد بن
المهلب- فقالت له: يا أمير المومنين علام حبست أخي؟.

قال: تخوفت أن يشق عصا المسلمين.

فقالت له: فالعقوبة بعد الذنب أو قبل الذنب؟!.

لها أقوال مأثورة في الحكمة ومن أقوالها:

- شيئان لا تؤمن المرأة عليهما: الرجل والطيب.

- ما رأيت لصالح النساء وشرارهن خيراً لهن من إلحافهن.

- إذا رأيتم النعم مستدرة فبادروها بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال.

رحم الله هنداً بنت المهلب، وغفر لها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 9:00 am

هند بنت عتبة

(بطلة في الجاهلية والإسلام)

هند بنت عتبة بن ربيعة زوجة أبي سفيان بن حرب وأم معاوية بن أبي سفيان أخبارها قبل إسلامها مشهورة.

كانت هند ذات صفات ترفع قدرها بين النساء العرب ففيها فصاحة وجرأة وثقة وحزم ورأي تقول الشعر وترسل الحكمة.

فلما بلغ أهل مكة نبأ بدر نزلت أنباء بدر على المشركين نزول الصاعقة ومشت نساء من قريش إلى هند بنت عتبة.

فقلن لها: ألا تبكين على أبيك (عتبة بن ربيعة) وأخيك (الوليد بن عتبة)
وعمك( شيبة بن ربيعة) وأهل بيتك (قتل حنظلة بن أبي سفيان وأسر عمرو بن أبي
سفيان)؟ فقالت: والنار تشوي كبدها: خلاني لا والله حتى أثأر من محمد
وأصحابه والدهن علي حرام إن دخل رأسي حتى نغزوا محمدا والله لو أعلم أن
الحزن يذهب عن قلبي لبكيت ولكن لا يذهبه إلا أن أرى ثأري بعيني من قتلة
الأحبة.

وخرجت هند مع زوجها أبي سفيان سيد قريش يوم أحد فكانت تحرض الناس على قتال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تقول لوحشي بن حرب العبد الحبشي:
فبهذه الحرية حربتك إن قتلت حمزة فتصبح سيداً حراً . حتى قتل وحشي حمزة بن
عبد المطلب - رضي الله عنه - وشاءت إرادة الله جل شأنه أن تنقلب بطلة
لجاهلية إلى بطلة الإسلام. فيوم فتح مكة عاد أبو سفيان بن حرب من عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم مسلما وهو يصيح: يا معشر قريش.. ألا إني قد أسلمت
فأسلموا إن محمدا قد أتاكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو
آمن. وفي اليوم الثاني لفتح مكة قالت هند لزوجها أبي سفيان: إنما أريد أن
أتابع محمدا فخذني إليه. فقال لها: فإنك قد فعلت ما فعلت فاذهبي برجل من
قومك معك فذهبت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه-، فذهب بها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعها نسوة فاستأذن لها فدخلت متنقبة متنكرة فقالت: يا
رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني رحمك يا
محمد، إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله، ثم كشفت عن نقابها وقالت: أنا
هند بنت عتبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا بك. فبايعها مع
النساء. وشهدت هند بنت عتبة موقعة اليرموك هي وزوجها وكانت تحرض على قتال
الروم، وماتت هند بنت عتبة- رضي الله عنها- في نهاية خلافة أمير المؤمنين
عثمان بن عفان.











__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 9:01 am

من نساء السلف









* كانت أم حسان مجتهدة في الطاعة ، فدخل عليها سفيان الثوري فلم ير في
بيتها غير قطعة حصير خَلِق، فقال لها: لو كتبت رقعة إلى بني أعمامك لغيروا
من سوء حالك.



فقالت: يا سفيان قد كنتَ في عيني أعظم وفي قلبي أكبر مذ ساعتك هذه ، أما
إني ما أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها، يا سفيان والله ما
أحب أن يأتي علي وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله بغير الله فبكى سفيان.



* وقالت أم سفيان الثوري له: يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي؛ يا بني
إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة، فإن لم ترَ ذلك فاعلم أنه
لا ينفعك..



* وكانت أم الحسن بن صالح تقوم ثلث الليل وتبكي الليل والنهار فماتت ومات
الحسن فرؤي الحسن في المنام فقيل: ما فعلت الوالدة؟ فقال: بُدِّلت بطول
البكاء سرور الأبد.



* كانت عابدة لا تنام الليل إلا يسيراً فعوتبت في ذلك فقالت: كفى بالموت وطول الرقدة في القبور للمؤمن رقاداً.



* ودخلوا على عفيرة العابدة فقالوا: ادعي الله لنا.

فقالت : لو خرس الخاطؤون ما تكلمت عجوزكم، ولكن المُحسن أمر المسيء
بالدعاء، جعل الله قِراكم ( إكرامكم) الجنة ، وجعل الموت مني ومنكم على
بال.



* وقدم ابن أخٍ لها من غيبة طويلة، فبُشرت به، فبكت فقيل لها: ما هذا البكاء؟ اليوم يوم فرح وسرور..

فازدادت بكاءَ ثم قالت: والله، ما أجد للسرور في القلبي سكناً مع ذكر
الآخرة ، ولقد أذكرني قدومه يوم القدوم على الله، فمن بين مسرور ومثبور.



* وبكت عبيدة بنت أبي كلاب أربعين سنة حتى ذهب بصرها وقالت: أشتهي الموت، لأني أخشى أن أجني جنابة يكون فيها عطبي أيام الآخرة.



* عمرة امرأة حبيب العجمي : كانت توقظه بالليل، وتقول: قم يا رجل، فقد ذهب
الليل وبين يديك طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا
ونحن قد بقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 9:02 am

مواقف أم سليم الأنصارية

مفخرة لكل مسلم ومسلمة

الموقف الأول:

أم سليم الأنصارية والزواج:

لقد أولى الإسلام الزواج اهتما خاصا لما فيه من أثر عظيم في تكوين اللبنة
الأولى للمجتمع، فإذا صلحت تلك اللبنة صلح المجتمع فمن أجل ذلك حث الإسلام
على أن يختار كل طرف الآخر على أساس من الدين فقال صلى الله عليه وسلم
مخاطبا الأزواج: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" .

وفي المقابل حث أولياء أمور النساء على قبول من تقدم إليهم بالزواج منهن
إذا كان من أهل الاستقامة فقال صلى الله عليه وسلم : " إذا أتاكم من ترضون
دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض .

فإذا كان الأمر كذلك فتعالوا ننظر إلى أم سليم الأنصارية رضي الله عنها كيف كان زواجها في الجاهلية والإسلام.

عاشت في بداية حياتها كغيرها من الفتيات في الجاهلية قبل مجيء الإسلام
فتزوجت مالك بن النضر، فلما جاء الله بالإسلام، وظهرت شمسه في الأفق
واستجابت وفود من الأنصار أسلمت مع السابقين إلى الإسلام وعرضت الإسلام
على زوجها مالك بن النضر، فغضب عليها، وكان قد عشش الشيطان في رأسه، فلم
يقبل هدى الله، ولم يستطع أن يقاوم الدعوة لأن المدينة صارت دار إسلام
فخرج إلى الشام فهلك هناك والذي يظهر لي أن زوجها لم يخرج إلى الشام تاركا
وراءه زوجته وابنه الوحيد إلا بعد أن يئس أن يثني أم سليم عن الإسلام فصار
هذا أول موقف يسجل لأم سليم رضى الله عنها وأرضاها لأننا نعلم حجم تأثير
الزوج في زوجته وأولاده، فاختيار أم سليم الأنصارية الإسلام على زوجها في
ذلك الوقت المبكر ينبيء عن عزيمة أكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد
في تدبير البيت والمعاش وغير ذلك من أمور الحياة على الرجل، ولم تكن
المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئا، فكونها أخذت هذا القرار من الانفصال
بسبب الإسلام عن زوجها الذي في نظرها يعتبر كل شيء في ذلك الوقت فيه دلالة
على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمة من الثبات على المبدأ مهما كلفها من
متاعب.

زواجها في الإسلام :

أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجب بعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن
أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني
فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم
فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها أبو طلحة .

وفي رواية عند الحاكم أن أبا طلحة خطب أم سليم يعني قبل أن يسلم فقالت: يا
أبا طلحة الست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان،
إن أنت أسلمت لا أريد من الصداق غيره، قال: حتى أنظر في أمري فذهب فجاء
فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، فقالت: يا أنس زوج
أبا طلحة.

فانظر كيف أن أم سليم أرخصت نفسها في سبيل دينها ومبدئها وكيف أنها
استعملت الحكمة للوصول إلى هدفها، فهي من جهة بينت له ضلال ما هو عليه من
عبادة الأشجار والأوثان وذلك ما تستقبحه الطبائع السليمة ومن جهة ثانية
مدحته بما فيه من الخصال الطيبة وأثنت عليه بقولها (مثلك لا يرد) أي أن
فيك من صفات الرجولة والحسب والجاه ما يدعو للزواج منك لولا هذه الخصلة من
الكفر، ثم لم تقف عند هذا الحد بل رغبته في الزواج منها بأن أسقطت مهرها
مقابل إسلامه، فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها فصارت سببا في
دخول أبي طلحة في الإسلام فحازت بذلك على الفضيلة التي وعد بها رسول الله-
صلى الله عليه وسلم بقوله: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك
من أن يكون لك حمر النعم ".

الموقف الثاني:

أم سليم الأنصارية مع ابنها أنس بن مالك في تربيته:

حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من
المهاجرين مشغولين باستقبال النبي صلى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين
بمقدمه صلى الله عليه وسلم فجاء الجميع وهاجس كل واحد منهم أن يتشرف
برؤيته صلى الله عليه وسلم وتنافس الجميع في أن ينزل النبي صلى الله عليه
وسلم عنده ليتشرف بجواره، فصار ذلك نصيب أبي أيوب الأنصاري، فأقبلت
الأفواج على بيته لزيارته صلى الله عليه وسلم ، فخرجت أم سليم الأنصارية
من بين هذه الجموع، ومعها ابنها أنس رضي الله عنهما فقالت: يا رسول الله
هذا أنس يخدمك قال أنس رضي الله عنه: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر
سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألا صنعت. وكان أنس حينئذ ابن عشر
سنين فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى مات، فاشتهر أنس
بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن أم سليم رضي الله عنها إنما فعلت ذلك
تخلصا من أنس لأنه رضي الله عنه كان من غير زوجها أبي طلحة الحالي، والزوج
غالبا ما يضيق ذرعا بأولاد زوجته من غيره، وحاشا أن يكون ذلك من أم سليم
بل إن ابنها كان في نظرها كل شيء لدليل أن أنسا رضي الله عنه كان يبيت
ويأكل من بيت أمه، وكان مع النبي- صلى الله عليه وسلم في الأوقات التي
يحتاج فيها إلى الخدمة.

وكانت أم سليم رضي الله عنها بفطنتها وذكائها ترمي من وراء ذلك تحقيق مقاصد شرعية عظيمة منها أن:

1- خدمة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى
الله سبحانه وتعالى فأحبت أن يسعد بهذه الخدمة ابنها و فلذة كبدها، ومن ثم
لتنال هي وابنها أجرا عظيما عند الله سبحانه وتعالى.

2- أن يتربى ابنها أنسن في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه
وسلم ويهتدي بهديه صلى الله عليه وسلم ، وتلك غاية من أشرف الغايات لا
يتفطن إليها إلا أولوا الألباب.

3- أن يحوز أنس رضي الله عنه بسبب قربه من النبي صلى الله عليه وسلم أكبر
قدر من سنته صلى الله عليه وسلم متمثلة في أقواله وأفعاله، فكان لها ما
أرادت فصار أنس رضي الله عنه من الصحابة القلائل المكثرين لرواية الحديث.

ثم أرادت أم سليم أن تقدم لابنها أفضل جائزة تقدمها والدة لولدها، وذلك
حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أم سليم فلما انتهى من حاجته
وهم بالرجوع قالت له أم سليم رضي الله عنها: " يا رسول الله إن لي خويصة"
(تصغير خاصة) قال: " ما هي؟! قالت: خادمك رضي الله عنه (قال أنس) فما ترك
خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي (اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له (يقول
أنس!) فإني لمن أكثر الأنصار مالا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لي لصلبي
مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة .

وفي رواية الجعد عند مسلم قال أنس:" فدعا لي بثلاث دعوات قد رأيت منها اثنين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة .

فهذا القدر من أولاده هو الذي مات في حياته قبل ذلك التاريخ، وأما الذين
كانوا على قيد الحياة في ذلك الوقت فهم كما قال أنس: " وإن ولدي وولد ولدي
ليتعادون على نحو مائة، . أرأيتم كيف أن أم سليم رضي الله عنها اعتنت
بابنها اليتيم وأحاطته بكل عناية، وحرصت عليه كل الحرص على أن يحصل على
خير الدنيا والآخرة؟ فما أعظمها من أم وأحسنها من مربية رضي الله عنها
وأرضاها.

فإذا كان هذا بر أم سليم رضي الله عنها بابنها فما تظنون أن يكون بر أنس
رضي الله عنه بأمه، وذلك هو ما يفوق الخيال فكان رضي الله عنه همزة وصل
بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، ينقل إليها أقواله وأفعاله حتى
كأنها تشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل حين، وكان النبي صلى الله
عليه وسلم يقرب أم سليم بسبب ذلك، فكانت معدودة من أهله تمشي مع نسائه إلى
درجة أنه كان يدخل بيتها في غيابها وينام على فراشها كما سيأتي.

وكان لأم سليم رضي الله عنها أبناء آخرون من زوجها أبي طلحة، إنما اخترنا
أنسا رضي الله عنه لشهرته بخدمته النبي صلى الله عليه وسلم ولتميزه عن
أبنائها الأخرين لأنه من غير زوجها أبي طلحة؟ والأبناء إن كانوا من غير
الزوج الحالي عادة ما يلقون إهمالا، فإذا كان هذا حالها مع ابنها الذي هو
من غير زوجها الحالي فعنايتها بأبنائها من زوجها الحالي من باب أولى.

دليل ذلك ما رواه مسلم بسنده عن أنس رضي الله عه قال: كان لأم سليم- وهي
أم أنس- يتيمة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال:" أنت هيه
(بإسكان الياء والهاء هاء السكت) " لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى
أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: ما لك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا علي نبي
الله أن لا يكبر سني، فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت: قرني فخرجت أم سليم
مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم فقال لها:
"مالك يا أم سليم؟ " فقالت: يا نبي الله دعوت على يتيمتي قال: "وما ذاك يا
أم سليم" قالت: زعمت انك دعوت أنه لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال: فضحك
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي
على ربي أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر،
وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عيه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن
يجعلها طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة" .

انظر كيف أن أم سليم رضي الله عنها اهتمت بأمر هذه البنت اليتيمة فما أن
سمعت قوله صلى الله عليه وسلم فيها حتى كادت أن تفقد وعيها من هول ما
أصابها جراء هذه الكلمة شفقة منها على هذه البنت اليتيمة، فتحركت في حينها
باحثة عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستكشاف الموقف مع أن هذه اليتيمة
كانت في حجر أم سليم، و-لم تكن من أولادها لأنها لم تتزوج بعد زوجها الأول
إلا أبا طلحة وقد توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي لا يتصور أن
يكون لها يتيمة، وإنما كانت تربيها ابتغاء مرضات الله.

الموقف الثالث:

أم سليم الأنصارية والتسليم بقضاء الله وقدره

وهذا الموقف هو من أعجب المواقف التي سجلت لأم سليم رضي الله عنها أظهرت
فيه قوة وثباتا على تحمل المكاره والاستسلام لقضاء الله وقدره مع الرضا،
وهو موقف يتطلب من المرأة المسلمة أن تتدبره لتدرك كيف أن الإسلام يعلو
بالمرأة المسلمة - من الحضيض الذي كانت فيه أيام جاهليتها من شق الجيوب،
وضرب الخدود، والدعاء بالويل والثبور إذا حلت بها مصيبة من فقد عزيز من
ابن أو قريب- إلى أعلى مقامات الصبر والثبات والاحتساب في تحمل المصائب
مهما عظمت.

وقد مر بنا أن أم سليم رضي الله عنها تزوجت بعد زوجها الأول أبا طلحة
الأنصاري رضي الله عنه فولدت له ابنا، وهذا الابن هو أبو عمير الذي كان
النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه ويقول له، يا أبا عمير ما فعل النغير .

وعند ابن حبان " فحملت (منه) فولدت غلاما صبيحا، فكان أبو طلحة يحبه حبا
شديدا، فعاش حتى تحرك فمرض، فحزن أبو طلحة عليه حزنا شديدا حتى تضعضع (أي
خضع وذل) وأبو طلحة يغدو ويروح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فراح
روحة فمات الصبي.

وإليك القصة كما عند البخاري قال أنس رضي الله عنه: "اشتكى ابن لأبي طلحة
فمات، وأبو طلحة خارج، فلما رأت امرأته أنه مات هيأت شيئا ونحته في جانب
البيت، فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: هدأت نفسه، وأرجو أن
يكون قد استراح، وظن أبو طلحة أنها صادقة قال: فبات فلما أصبح اغتسل، فلما
أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما كان منهما، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما " قال سفيان: قال رجل من
الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قرأوا القران .

قال ابن حجر: وفي رواية سعيد بن منصور ومسدد وابن سعد والبيهقي في الدلائل
من طريق سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة قال: كانت أم أنس تحت أبي طلحة،
فذكر القصة شبيهة بسياق ثابت عن أنس رضي الله عنه وقال في آخره: فولدت
غلاما، قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم ختم القرآن .

وفي رواية لمسلم من حديث أنس رضي الله عنه " مات ابن لأبي طلحة من أم سليم
فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال: فجاء
فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع مثل ذلك
فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن
قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم الهم أن يمنعوهم؟

قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني .

هل قرأتم أو سمعتم في التاريخ امرأة توفى ابنها، وهو ما يزال في بيتها قبل
دفنه فلا يظهر منها أي جزع أو حزن فضلا عن البكاء والعويل ثم تقوم بخدمة
زوجها وتهيء نفسها له حتى يقضي وطره منها كأن لم يحدث شيء؟ وفوق ذلك كله
حاولت أن تخفف عن زوجها من هول صدمة الخبر قبل سماعه بقولها: " يا أبا
طلحة لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم،
قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني

فجمعت في هذه الألفاظ القليلة بين حسن الاستهلال لما ترمي إليه من وجوب
التسليم لقضاء الله وقدره، وبين العزاء له بأسلوب رقيق مقنع ومع ذلك لم
يعجب هذا الصنيع زوجها فاشتكاها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره
بموت ابنه وما فعلته زوجته البارحة فما أن سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم قولته حتى قال: "أعرستم الليلة؟ قال: نعم، قال: اللهم بارك لهما في
ليلتهما . فكان ثمرة ذلك الصبر الفريد- من نوعه أن صار سببا لدعاء النبي
صلى الله عليه وسلم لهما بالبركة فيما حصل منهما في تلك الليلة، فاستجاب
الله لهما تلك الدعوة فحملت من ذلك اللقاء فجاءت بابن، وكان لهذا الابن
سبع بنين كلهم قرأوا القرآن أي حفظوه كما تقدم، إضافة إلى ما وعد الله
الصابرين يوم القيامة من أن يوفيهم أجرهم بغير حساب.

الموقف الرابع:

أم سليم الأنصارية والفقه في دين الله

إن حرص المرء المسلم على التفقه في الدين والاجتهاد في طلب العلم ثم العمل
بما تعلم لفيه دلالة على أن الله أراد به خيرا كيف لا وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" .

وأم سليم رضي الله عنها من نساء الأنصار وهن من أحرص الناس على طلب العلم
والتفقه في دين الله قالت عائشة رضي الله عنها:" نعم النساء نساء الأنصار
لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين " .

وأم سليم الأنصارية مع كونها من نساء الأنصار المعروفات بالحرص على طلب
العلم كانت مميزة من بينهن مشهورة بذلك، وساعدها على ذلك قربها من النبي
صلى الله عليه وسلم دائما فكان صلى الله عليه وسلم كثير الزيارة لها، قال
أنس: " إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم
سليم إلا على أزواجه، فقيل له؟ فقال: " إني أرحمها قتل أخوها معي ".

بل كانت أم سليم معدودة في أهله صلى الله عليه وسلم لكثرة تواجدها مع
نسائه في سفره وإقامته قال أنس رضي الله عنه: أتى النبي صلى الله عليه
وسلم على بعض نسائه ومعهن أم سليم فقال:"ويحك يا أنجشة ، رويدك سوقا
بالقوارير ".

إضافة إلى ما سبق فابنها أنس بن مالك رضي الله عنه كان خادم رسول الله صلى
الله عليه وسلم ينقل إليها كل ما سمع من أقواله صلى الله عليه وسلم أو
شاهد من أفعاله، فصار بيتها بذلك بيت علم وقد ساعد كل ذلك أم سليم رضي
الله عنها أن تتصدر في هذا المجال.

ومن النماذج الدالة على حرصها في طلب العلم أن أم سليم و رضي الله عنها
جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله: "إن الله لا
يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي- صلى الله
عليه وسلم : " إذا رأت الماء " فغطت أم سلمة- تعني وجهها- وقالت يا رسول
الله: وتحتلم المرأة؟ قال: " نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها؟ ".

وفي رواية عند مسلم قالت عائشة رضي الله عنها:" يا أم سليم فضحت النساء
تربت يمينك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: " بل أنت تربت يمينك
نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذلك " .

وفي رواية عند أبي داود في سننه في الطهارة: " إنما النساء شقائق الرجال ".

ولما أرادت أم سليم رضي الله عنها أن تسأل عن هذا الأمر الذي يصعب على
المرأة أن تبوح بمثله عند الرجال لا سيما عند النبي صلى الله عليه وسلم
الذي أعطي من المهابة ما لم يعط أحدا من الملوك مع تواضعه مهدت له بقولها:
" إن الله لا يستحي من الحق.. إلخ. وبهذا الجد والمثابرة وبذلك القرب من
النبي صلى الله عليه وسلم ورثت علما كثيرا عنه لا سيما فيما يتعلق بأمور
النساء مما جعلها محل أنظار أهل العلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
.

ففي صحيح البخاري عن عكرمة أن أهل المدينة سألوا ابن عباس رضي الله عنهما
عن امرأة طافت ثم حاضت قال لهم: تنفر، قالوا: لا نأخذ بقولك وندع قول زيد
رضي الله عنه قال: إذا قدمتم المدينة فسلوا، فقدموا المدينة فكان فيمن
سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية " أي قول النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة
عقرى حلقى إنك حابستنا أما كنت طفت يوم النحر؟ قالت: بلى، قال: فلا بأس
انفري " .

فسؤال ذلك الوفد أم سليم رضي الله عنها عن هذه المسألة التي وقع فيها
الخلاف بين الصحابة حين رجوعهم إلى المدينة، وفيها كثير من الصحابة، فيه
دلالة على أنها كانت ممن عرفن من النساء بالعلم في المدينة فرحم الله أم
سليم رحمة واسعة وأسكنها فسيح جنات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 9:03 am

تابع : مواقف أم سليم الأنصارية



















الموقف الخامس:

أم سليم الأنصارية وشدة حرصها على التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم:

والبركة في اللغة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء . والمقصود به هنا " هو
طلب البركة من الزيادة في الخير والأجر وكل ما يحتاجه العبد في دينه
ودنياه بسبب ذات النبي صلى الله عليه وسلم بشرطين: أن تكون هذه البركة قد
ثبتت بسبب شرعي، وأن تكون الكيفية ثابتة عن المعصوم صلى الله عليه وسلم "
.

وقد تقدم في الموقف الرابع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورها كثيرا
ويدخل بيتها وينام على فراشها في غيابها وكانت حريصة كل الحرص على التبرك
به صلى الله عليه وسلم في طعامه وشرابه وعرقه وشعره كيف لا تكون كذلك؟ وقد
رأت بعينها معجزاته تظهر في طعامها مرات عديدة كما سيأتي.

فعن أنس رضي الله عنه: " أن أم سليم رضي الله عنها كانت تبسط للنبي صلى
الله عليه وسلم نطعا (بساط من الجلد) فيقيل عندها على ذلك النطع قال: فإذا
نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم
جمعته في سك (أي من طيب مركب) وهو نائم (قال الراوي) فلما حضر أنس بن مالك
الوفاة أوصى إلى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك فجعل في حنوطه .

وفي رواية عند مسلم قال أنس رضي الله عنه: دخل علينا النبي صلى الله عليه
وسلم فقال عندها (أي من القيلولة) فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت
العرق فيها فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك
نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب ".

ولكن ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وهم أحرص الناس على فعل
الخير ولما لم يفعل ذلك أحد منهم دل ذلك على أن التبرك خاص به صلى الله
عليه وسلم.

وكانت أم سليم تسعى لأن تشمل هذه البركة كل أفراد أسرتها لعلمها بما يرجع
عليها وعلى أسرتها من النفع الكثير من أثر ذلك التبرك ولذا كانت حريصة إذا
جاءها مولود أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يحنكه قال أنس
رضي الله عنه:" لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام فلا
يصيبن شيئا حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه، فغدوت به
فإذا هو في حائطه، وعليه خميصة حريثية (نسبة إلى رجل اسمه حارث) وهو يسم
(من الوسم) الظهر الذي قدم عليه الفتح ".

فمن شدة حرصها على التبرك به صلى الله عليه وسلم تعجب النبي صلى الله عليه
وسلم حتى سألها عن ذلك فقالت: يا رسول الله نرجو بركته فقال النبي صلى
الله عليه وسلم مقرا لها على فعلها: "أصبت ".

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف حرص أم سليم على ذلك ويقدر.لها ذلك
ويمكنها من التبرك به صلى الله عليه وسلم كلما أمكن، ولذا فقد ثبت عنه صلى
الله عليه وسلم أنه لما حلق شعره يوم النحر " أشار بيده إلى الجانب الأيمن
هكذا، فقسم شعره بين من يليه، ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر
فحلقه فأعطاه أم سليم ".

فهكذا ساوى النبي صلى الله عليه وسلم أم سليم بالناس حين أعطاها وحدها نصف
شعر الرأس، وأعطى بقية الناس النصف الآخر، وما ذاك إلا تقدير منه صلى الله
عليه وسلم لأم سليم على اعتنائها الشديد بتتبع آثاره، وهو دليل على حبها
الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم وقربها منه صلى الله عليه وسلم.

الموقف السادس:

أم سليم والجهاد في سبيل الله



الجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام ولن يكون لأهله عز في الدنيا
ولا رفعة في الآخرة إلا به، وقد شرعه الله لنشر الإسلام وإعلاء كلمته
وإقامة شرعه والقضاء على الفتنة قال تعالى: ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة
ويكون الدين كله لله )) (سورة الأنفال – آية39). ولم يوجب الإسلام على
النساء الجهاد في سبيل الله أي المقاتلة، وقد سئل النبي صلى الله عليه
وسلم هل على النساء جهاد فقال: " عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة،
وفي رواية عند البخاري قالت عائشة رضي الله عنها: نرى الجهاد أفضل الأعمال
أفلا نجاهد قال: " لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور ".

وهو حكم متفق عليه لدى فقهاء الأمصار جميعا، وذلك لما يحتاج إليه الجهاد
من الشدة والغلظة والمصابرة، وهو غير متوفر في النساء لضعف خلقتهن ورقة
قلوبهن وقد اقتضت حكمة الله في التشريع وهو الحكيم العليم أن كلف كلا من
الصنفين ما يليق بحاله جسما وعقلا وروحا.

إذن فخروج النساء مع المجاهدين في سبيل الله لمعنى آخر غير القتال وهو
مساعدة الرجال فيما يحتاجون إليه من طبخ الطعام وسقاية المجاهدين ومداواة
الجرحى ومناولة السهام قال إبراهيم النخعي: " كان النساء يشهدن مع النبي
صلى الله عليه وسلم المشاهد ويسقين المقاتلة ويداوين الجرحى" وبمثله قال
الزهري.

ولم تكن أم سليم تتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته إلا في
النادر، وكان زوجها أبو طلحة من أقوى الرماة بقي مع النبي صلى الله عليه
وسلم يوم أحد حين انهزم الناس يدافع عنه رضي الله عنه وأرضاه، وقد أدت أم
سليم رضي الله عنها في ذلك اليوم العصيب دورا عظيما قال أنس رضي الله عنه
" لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولقد
رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم رضي الله عنهما وإنهما لمشمرتان- أي قدم
سوقهن- تنقزان (وقال غيره: تنقلان) القرب على متونهما (أي ظهورهما) ثم
تفرغانه في أفواه القوم فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان في أفواه القوم) .

الله كبر لقد ثبتت أم سليم وعائشة- رضي الله عنهما- حين انهزم معظم الرجال
تقومان فيه بالإسعافات الأولية للجرحى وتساعدان من بقي من الرجال في
المعركة.

قال ابن حجر- وهو من المحققين المعروفين بالاستقصاء-" ولم أرى في شيء من
ذلك التصريح بأنهن قاتلن وفي هذا رد على الذين يريدون أن يقحموا المرأة في
كل الميادين انطلاقا من قاعدة مساواة المرأة بالرجل بلا استثناء فإذا
عثروا على مثل هذه النصوص من خروج المرأة مع المجاهدين نادوا بملء أفواههم
قائلين: إن في هذا دليلا على أن المرأة تجاهد مع الرجال جنبا إلى جنب إلى
غير ذلك من المقولات المغرضة التي يرددها بعض من يسمون بالمفكرين
الإسلاميين الذين انهزموا نفسيا وثقافيا أمام وهج الحضارة الغربية، فلا
يهدأ لهم بال حتى يجعلوا المرأة المسلمة صورة للمرأة الغربية التي وصلت
إلى درجة أحط قدرا من المرأة في الجاهلية بكثير بل نزلت عن درجة البهائم
ومع ذلك تجد من ينتسب إلى الإسلام من ينظر إليها نظرة إعجاب، ولقد صدق
الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا
وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود
والنصارى؟ قال: فمن .

ولما كان يوم حنين- وكانت معركتها بعد فتح مكة- وكان عدد المسلمين أكثر
بكثير من عدوهم إذ كان العدو من قبيلة هوازن، وكان حال كل من الفريقين ما
ذكره الله في كتابه(( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا
وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين )) سورة التوبة آيةصحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات 25.

فانهزم الناس وبقي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عدد قليل من أصحابه لا
يتجاوز عددهم اثني عشر رجلا، فكانت أم سليم مع من بقي مع النبي صلى الله
عليه وسلم في هذا الموقف الحرج فعند مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن أم
سليم رضي عنها اتخذت خنجرا يوم حنين فقالت اتخذته إن دنا مني أحد من
المشركين بقرت به بطنه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك... " بل إن
أم سليم لم تستسغ هذا الموقف، ولم تجد عذرا لبعض من انهزموا عن النبي صلى
الله عليه وسلم من مسلمة الفتح فقالت قولتها المشهورة (يا رسول الله اقتل
من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك فقال رسول الله: يا أم سليم إن الله قد
كفى وأحسن " .

وهكذا سطرت أم سليم في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم صفحات من نور،
وضربت في ذلك أروع الأمثلة للمرأة المسلمة في التضحية والإخلاص وستبقى هذه
المواقف لأم سليم رضي الله عنها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

الموقف السابع:

أم سليم الأنصارية والوفاء بالعهد:

الوفاء بالعهد سمة من سمات الإيمان بالله تبارك وتعالى بل هو من أهم
مقتضياته وإن الإخلال به يدخل المرء في شعب النفاق ويعرضه للطعن في عدالته
ومن أجل ذلك حذرنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم من الإخلال بالوفاء
بالعهد فقال:" أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن
كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا
عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" .

وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ على النساء بالبيعة
في ترك خصال من الكبائر كن يرتكبنها أو بعضهن في الجاهلية فقال جل ثناؤه:
((يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا
ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين
أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله
غفور رحيم )) سورة الممتحنة:آية12 .

وإنما نهاهن الله تعالى عن تلك الأمور لما فيها من مخالفة ما التزمن به من
الإسلام الذي يحرم على المرأة ا المسلمة ارتكاب أية واحدة منهن وإن اختلفت
جهتها وتعددت أسبابها.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ على النساء بالبيعة في مناسبات
متعددة وكانت البيعة تقع أحيانا على أمور غير المذكورات في الآية لأهميتها
أيضا وكثرة وقوعها من النساء.

قالت أم عطية رضي الله عنها:" أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم عند
البيعة أن لا ننوح، فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة- أم سليم، وأم العلاء،
وابنة أبي سيرة امرأة معاذ وامرأتين أو ابنة أبي سيرة وامرأة معاذ وامرأة
أخرى .

قال ابن حجر نقلا عن القاضي عياض: " معنى الحديث لم يف ممن بايع النبي صلى
الله عليه وسلم مع أم عطية في الوقت الذي بايعت فيه إلا المذكورات لا أنه
لم يترك النياحة من المسلمات غير خمسة ))

ومهما يكن الأمر فإن أم سليم رضي الله عنها جاءت في الصدارة فيمن وفى من
النساء بما أخذ عليهن في تلك البيعة من عدم النياحة على الميت بل كيف يعقل
أن تنوح أم سليم على ميت، وهي التي حينما مات ابنها جهزته ووضعته في جانب
من البيت ثم تزينت لزوجها حتى واقعها ولم يظهر منها أي جزع فضلا عن البكاء
كما تقدم في الموقف الثالث؟.

وهكذا صارت أم سليم نموذجا رائعا ومثلا حيا لكل المؤمنين والمؤمنات في هذا الموقف وغيره من المواقف السابقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير
Admin



عدد الرسائل : 215
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 28/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالسبت سبتمبر 29, 2007 2:42 pm

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almnet.ahlamontada.com
shamszan




عدد الرسائل : 577
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Empty
مُساهمةموضوع: رد: صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات   صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات Emptyالأحد سبتمبر 30, 2007 6:45 am

أم الدحداح الأنصارية



أم الدحداح الأنصارية واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في
تاريخ الإسلام، وهي واحدة ممن آثرن نعيم الآخرة المقيم على متاع الدنيا
الزائل.





- أسلمت أم الدحداح حين قدم مصعب بن عمير المدينة سفيراً لرسول الله صلى
الله عليه وسلم ليدعو أهلها إلى الإسلام حيث كانت ممن ناله شرف الدخول في
الإسلام، كما أسلمت أسرتها كلها، ومشوا في ركب الإيمان.



- زوجها الصحابي الجليل أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم
بن غنم بن إياس حليف الأنصار، وأحد فرسان الإسلام، وأحد الأتباع الأبرار
المقتدين بنبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم، والسائرين على نهجه الباذلين
في سبيل الله نفسهم وأرواحهم وأموالهم.



- وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها، غنية في ثمرها، فلما نزل قوله
تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً) قال أبو الدحداح: فداك أبي
وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال: (نعم يريد
أن يدخلكم الجنة به) قال: فإني إن أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي
الدحادحة معي في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم) قال : فناولني
يدك. فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: إن لي حديقتين:
إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما
قرضاً لله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اجعل إحداهما لله
، والأخرى دعها معيشة لعيالك)، قال : فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرهما
لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة، قال : (إذاً يجزيك الله به الجنة).



فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح ، وهي مع صبيان في الحديقة تدور تحت النخل ، فأنشأ يقول :

هداك الله سبل الرشاد..........................................إل ى سبيل الخير والسداد

بيني من الحائط بالوداد..................................... فقد مضى قرضاً إلى التناد

أقرضته الله على اعتمادي..................................... بالطوع لا من ولا ارتداد

إلا رجاء الضعف في المعاد....................................ارت حلي بالنفس والأولاد

والبر لا شك فخير زاد.......................................... قدمه المرء إلى المعاد




قالت أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:

بشرك الله بخير وفرح......................................... مثلك أدى ما لديه ونصح

قد متع الله عيالي ومنح ...............................بالعجوة السوداء والزهو البلح

والعبد يسعى وله قد كدح................................. طول الليالي وعليه ما اجترح




ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض
ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح).



- وكان أبو الدحداح رضي الله عنه مثالاً فريداً في التضحية والفداء، فإنه
لما كانت غزوة أحد أقبل أبو الدحداح والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم،
فجعل يصيح : يا معشر الأنصار إلي أنا ثابت بن الدحداحة ، قاتلوا عن دينكم
فإن الله مظهركم وناصركم ، فنهض إليه نفر من الأنصار ، فجعل يحمل بمن معه
من المسلمين ، وقد وقفت له كتيبة خشناء ، فيها رؤساؤهم ، خالد بن الوليد ،
وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم ،
وحمل عليه خالد ابن الوليد الرمح فأنفذه فوقع ميتاً رضي الله عنه، واستشهد
أبو الدحداح فعلمت بذلك أم الدحداح ، فاسترجعت ، وصبرت ، واحتسبته عند
الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب المستقبل ALMNET :: المنتدى الأسلامى :: قسم المرأة المسلمة-
انتقل الى: